يقول الصحابي عبد الله بن مسعود إن رجلًا من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لقي رجلًا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني: عاود فعاوده فصرعه أيضًا.
فقال له الإنسي: إني لأراك ضئيلًا سخيفًا كأن ذراعيك ذراعا كلب، أفكذلك أنتم معشر الجن أم أنت منهم كذا?
قال: والله إني منهم لضليع، ثم قال: عاودني الثالثة, فإن صرعتني علمتك شيئًا ينفعك فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال: هل تقرأ آية الكرسي? قلت: نعم.
قال: فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان ثم لا يدخله حتى يصبح، فقال رجل من القوم: من ذلك الرجل يا أبا عبد الله من أصحاب محمد؟ أهو عمر? قال: من يكون إلا عمر بن الخطاب؟
اظهار أخبار متعلقة
من خصائص عمر أيضًا:
اختصاصه بالشدة في أمر الله تعالى، حيث يقول أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أشد أمتي في أمر الله تعالى عمر".
خصّ بإجابة أبي سفيان:
حيث أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بإجابة أبي سفيان يوم أحد.
قال ابن إسحاق: إن أبا سفيان لما أراد الانصراف يوم غزوة أحد أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته: إن الحرب سجال، يوم بيوم بدر، اعل هبل.
فقال صلى الله عليه وسلم: "قم يا عمر فأجبه" فقال: الله أعلى وأجل لا سواه، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
فلما أجاب عمر أبا سفيان قال له: هلم يا عمر، فقال صلى الله عليه وسلم لعمر: "ائته, فانظر ما شأنه" فجاءه عمر فقال: أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدًا? قال عمر: اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك الآن، قال: أنت أصدق عندي من ابن قمئة، إنه يقول: إني قتلت محمدًا.
وفي تفاصيل الواقعة أن أبا سفيان وقف عليهم فقال: أفيكم محمد? فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تجيبوه" قال: أفيكم محمد? فلم يجيبوه، ثم قال الثالثة فلم يجيبوه، ثم قال: أفيكم ابن أبي قحافة؟ قالها ثلاثًا فلم يجيبوه، ثم قال: أفيكم ابن الخطاب ثلاثًا? فلم يجيبوه، فقال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم.
فلم يملك عمر نفسه أن قال: كذبت يا عدو الله، ها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وإنا أحياء، فقال: يوم بيوم بدر.
قال ابن إسحاق: وبينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالشعب يوم أحد مع أولئك النفر من الصحابة إذ علت عالية من قريش الجبل، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنه لا ينبغي أن يعلونا" فقام عمر ورهط معه من المهاجرين حتى أنزلوهم من الجبل.