أخبار

قيام الليل.. نافلة العابدين وكنز السائرين إلى الله

لهذه الأسباب.. التلقيح الصناعي أفضل خلال الصيف

البلورة المسحورة أصدق من الهاتف الذكي

مفاجأة صادمة.. الشخص العادي يستنشق 68 ألف قطعة بلاستيكية دقيقة يوميًا

"ولكن لا تحبون الناصحين".. لماذا يكره البعض النصيحة؟

النصيحة واجبة.. لماذا تغضب ممن يقول لك: "اتق الله"؟

فن السؤال.. ظرفاء كيف حصلوا على حاجاتهم ونجوا من ذل السؤال؟

أكل الميراث.. الحق الذي يغضب الأحياء ويضر بالميت

تجلب الرزق وتمنع الحسد وتزوج العانس.. حقيقة النشرات المكذوبة التي يروج لها البعض

البركة في المال والولد وانشراح الصدر ومغفر الذنوب كلها ثمرات للاستغفار .. تعرف على فضائله

"يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ".. كيف كان تمكين "يوسف" رحمة بمن والاهم؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | السبت 21 نوفمبر 2020 - 03:28 م


"وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (يوسف: 56)

يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:

وهكذا كان تمكين الله ليوسف عليه السلام في الأرض، بحيث أدار شئون مصر بصورة حازمة؛ عادلة؛ فلما جاء الجدب؛ لم يَأتِهَا وحدها؛ بل عَمَّ البلاد التي حولها.
بدليل أن هناك أُنَاساً من بلاد أخرى لجئوا يطلبون رزقهم منها؛ والمثل: إخوة يوسف الذين جاءوا من الشام يطلبون طعاماً لهم ولمن ينتظرهم في بلادهم، فهذا دليل على أن رُقْعة الشدة كانت شاسعة.

وقول الحق سبحانه: { وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ } [يوسف: 56]. نفهم منه أنه جعل لنفسه بيتاً في أكثر من مكان؛ ولا يَظُنَّن ظَانٌّ أن هذا لَوْنٌ من اتساع أماكن التَّرَف.

لكن: لماذا لا ننظر إليها بعيون تكشف حقيقة رجال الإدارة في بعض البلاد؛ فما أنْ يعلموا بوجود بيت للحاكم في منطقة ما؛ وقد يزوره؛ فهم يعتنون بكل المنطقة التي يقع فيها هذا البيت.

وهذا ما نراه في حياتنا المعاصرة، فحين يزور الحاكم منطقة ما فَهُمْ يُعيدون رَصْف الشوارع؛ ويصلحون المرافق؛ وقد يُحضِرون أُصَص الزرع ليُجمِّلوا المكان.

فما بَالُك إنْ عَلِموا بوجود بيت للحاكم في مكان ما؟ لا بُدَّ أنهم سَيُوالون العناية بكل التفاصيل المتعلقة بالمرافق في هذا الموقع.

إذن: فقول الحق سبحانه هنا عن يوسف عليه السلام: { يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ.. } [يوسف: 56]. يعني: شُيوع العناية بالخدمات لكل الذين يسكنون في هذا البلد؛ فلا تأخذ الأمر على أنه تَرَف وشَرَف، بل خُذْ هذا القول على أنه تكليف سينتفع به المُحيطون، سواء كانوا مقصودين به أو غير مقصودين.

وتلك لقطة توضح أن التبُّوء حيث يشاء ليس رحمةً به فقط؛ ولكنه رحمةٌ بالناس أيضاً.

ولذلك يقول الحق سبحانه في نفس الآية: { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ } [يوسف: 56].

فَمَنْ كان يحيا بلا مياه صالحة للشرب ستصله المياه النقية؛ ومَنْ كان يشقى من أجل أن يعيش في مكان مُريح ستتحول المنطقة التي يسكن فيها إلى مكان مُريح به كل مُستلزمات العصر الذي يحيا فيه.

فيوسف المُمكّن في الأرض له مسكن مجاور له؛ وسيجد العناية من قِبَل الجهاز الإداري حيثما ذهب، وتغمر العناية الجميع، رحمة من الله له، وللناس من حوله.

ويُنهي الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله: { وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [يوسف: 56]. والمُحْسِن هو الذي يصنع شيئاً فوق ما طُلب منه.

وهنا سنجد الإحسان يُنسب ليوسف؛ لأنه حين أقام لنفسه بيتاً في أكثر من مكان؛ فقد أحسن إلى أهل الأمكنة التي له فيها بيوت؛ بارتفاع مستوى الخدمة في المرافق وغيرها.

وسبحانه يجازي المحسنين بكمال وتمام الأجر، وقد كافأ يوسف عليه السلام بالتمكين مع محبة من تولَّى أمرهم.



الكلمات المفتاحية

الشيخ محمد متولي الشعراوي وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ تفسير القرآن سورة يوسف

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled "وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْس