جاء في الحديث عن الني صلى الله عليه وسلم :" إنا معاشر الأنبياء لا نُورث .. ما تركناه فهو صدقة"، فلذلك ماله لا يورث عنه وكذلك الأنبياء، عليهم أن يوصوا بكل مالهم صدقة.
تقول عائشة- رضي الله تعالى عنها- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث ما تركناه صدقة» .
وقال عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- لعبد الرحمن وسعد وعثمان وطلحة والزبير: أتشهدوا بالله الذي قامت له السموات والأرض، أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة؟ قالوا: اللهم، نعم.
والحكمة في أن الأنبياء لا يورثون، أن لا يظن بهم مبطل أنهم يجمعون الدنيا لورثتهم، فقطع الله ظن المبطل، ولم يجعل للورثة شيئا.
وقال الشيخ نصر الدين المقدسي: المعنى والله تعالى أعلم- أن الأنبياء- صلوات الله، وسلامه عليهم- لا يورثون، لأنه يقع في قلب الإنسان شهوة موت مورثه ليأخذ ماله في الغالب، فنزه الله تعالى الأنبياء وأهاليهم عن مثل ذلك، فقطع الإرث عنهم.
فإن قيل: ما الجواب عن قوله: "وورث سليمان داود"، وقوله- تبارك وتعالى- حكاية عن زكريا: فهب لي من لدنك وليا يرثني ، وعموم قوله تقدس اسمه: يوصيكم الله في أولادكم ؟
فالجواب أن يقال: المراد الوراثة في النبوة والعلم والدين لا المال.
اقرأ أيضا:
لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء».
وأما: "يوصيكم الله" .. فهي عامة لمن ترك شيئا كان يملكه، وإذا ثبت أنه وقفه قبل موته، فلم يخلف ما يورث عنه فلم يورث، وعلى تقدير أنه خلف شيئا فما كان ملكه فدخوله في الخطاب قابل للتخصيص لما عرف من كثرة خصائصه صلى الله عليه وسلم.
وقد صح عنه أنه لا يورث، فخص من عموم المخاطبين وهم الأمة.
كما أن خصّ النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه ضحى عن أمته، وليس لأحد بأن يضحي عن أحد بغير إذنه.
روى الحاكم عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح كبشا أقرن بالمصلى ثم قال: «اللهم، هذا عني وعن من لم يضح من أمتي» .