توصلت دراسة جديدة إلى أن النساء اللائي يتناولن دواء الصرع "حمض الفالبرويك" أثناء الحمل يتعرضن أكثر من الضعف لخطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد.

واكتشفت الدراسة أن تناول الدواء أثناء الحمل ضاعف تقريبًا من احتمالات إصابة الطفل باضطراب نقص الانتباه/ فرط النشاط، مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للدواء أثناء الحمل.

وقالت مؤلفة الدراسة كيلسي ويجز: "هؤلاء النساء في مأزق. حمض الفالبرويك هو دواء الخط الأول لعلاج الصرع، كما أن الإصابة بالصرع غير المنضبط تشكل أيضًا خطرًا على الأم والطفل".

وأضافت ويجز، طالبة دكتوراه في قسم العلوم النفسية والدماغية بجامعة إنديانا في بلومنجتون: "لا نحاول توجيه أصابع الاتهام إلى حمض الفالبرويك ، لكننا رأينا هذه الارتباطات".

وأشارت إلى أن الدراسة لم تكن مصممة لإثبات العلاقات بين السبب والنتيجة، بل الروابط فقط، لافتة إلى أن الدراسة مهمة بسبب الارتباطات التي لم تجدها أيضًا.

قالت ويجز: "لم نجد أي ارتباط بين الأدوية المضادة للنوبات لاموتريجين وكاربامازيبين".

وما بين ثلاث إلى سبع نساء من بين كل 1000 امرأة حامل مصابات بالصرع - اضطراب نوبات صرع.

علاقة حمض الفالبرويك بزيادة مخاطر الإصابة بعيوب خلقية 

والعلاج الرئيسي للصرع هو الأدوية المضادة للنوبات، وفقًا للمعلومات الأساسية الواردة في الدراسة، لكنها ربطت بين حمض الفالبرويك وزيادة مخاطر الإصابة بعيوب خلقية وانخفاض درجات الاختبارات المعرفية - اختبار الذكاء واختبارات أخرى - وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

وأشار الباحثون في الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة (Neurology) إلى أن العقار ارتبط أيضًا بارتفاع مخاطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد في دراسات أصغر.

وتضمنت الدراسة ما يقرب من 15 ألف طفل ولدوا لنساء مصابات بالصرع بين عامي 1996 و 2011. تناولت واحدة من كل أربع أمهات أدوية مضادة للنوبات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

وحوالي 10 في المائة من النساء تناولن الكاربامازيبين و 7 في المائة تناولن دواء لاموتريجين. تناولت 5 في المائة من النساء حمض الفالبرويك، وهو ما يعادل 699 طفلاً.

ومن بين أولئك الذين تعرضوا لحمض الفالبرويك أثناء الحمل، أصيب 36 منهم بالتوحد في سن العاشرة. وكان هناك ما يزيد قليلاً عن 11 ألف طفل لم يتعرضوا لأي دواء مضاد للنوبا. تم تشخيص 154 منهم بالتوحد.

وقال معدو الدراسة، إن 54 من الأطفال الذين تعرضوا لحمض الفالبرويك أصيبوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بنسبة 10. وفي أولئك الذين لم يتعرضوا للعقاقير، تم تشخيص 251 من أصل 11 ألفًا بمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وأشارت ويجز إلى أنه ليس من الواضح كيف يمكن أن يؤدي التعرض لحمض الفالبرويك إلى الإصابة بالتوحد، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

وذكرت أن الدواء مرتبط بزيادة التمثيل الغذائي للفولات المغذية، مشددة على أن "حمض الفوليك مهم في تطوير خلايا الجهاز العصبي، لذلك من الممكن أن يلعب دورًا".

اقرأ أيضا:

8 ارشادات للتعامل مع التنمر في بيئة العمل

أسباب متعددة محتملة

قال الدكتور ستيفن باسيا، نائب رئيس قسم طب الأعصاب في مستشفى جامعة نورث شور في مانهاست بنيويورك، إن "حمض الفوليك قد يكون أحد العوامل"، لكنه يشك في وجود أسباب متعددة محتملة لارتباط هذا الدواء بمعدلات أعلى من التوحد وفرط النشاط.

أضاف إن هذه الدراسة هي الأكبر التي تربط حمض الفالبرويك بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن من المعروف بالفعل أن العقار مرتبط بعيوب خلقية وصعوبات في التعلم.

وتابع: "يحاول معظم أطباء الأعصاب بالفعل تجنب حمض الفالبرويك لدى النساء اللواتي يرغبن في الحمل. ولكن في بعض الأحيان لا يمكنك التحكم في النوبات بأي دواء آخر. ثم تحاول تقليل جرعة الدواء قدر الإمكان. والأغلبية من النساء اللواتي يتناولن حمض الفالبرويك سيكون لديهن طفل طبيعي".

وبين باسيا أن "المفتاح هو التخطيط. اعمل مع طبيب الصرع لتغيير الأدوية إن أمكن، أو الحصول على أقل جرعة آمنة من حمض الفالبرويك، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل".

وأشار إلى أن "معظم أطباء التوليد يمنحون فيتامين ما قبل الولادة مع الكثير من حمض الفوليك". لكنه أوضى أيضًا بالحصول على مزيد من النوم ومحاولة تقليل مستويات التوتر.

وأشار باسيا أيضًا إلى أن الأخبار الإيجابية من الدراسة هي أن الأدوية الأخرى المضادة للنوبات لم تكن مرتبطة بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.