عزيزي، خذ هذه الحكمة واعمل بها طوال حياتك: «لا يمكن أبدًا أن تخرج من فيك وردًا.. ثم تحصد شوكًا»، مهما كان الناس من حولك (سليطي اللسان)، لا يمكن لأحدهم أن يجدك مبتسمًا في وجهه، وتردد الكلم الطيب، ثم يرد لك ذلك بالسيء.. وحتى وإن حدث بالفعل، لابد أن يأتي يومًا ويرد لك حقك.. أوتدري لماذا؟.. لأن الله يدافع عن الذين آمنوا، قال تعالى يؤكد ذلك: «۞ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ» ( الحج 38).
سيصلك أثر الخير لاشك
إذن عزيزي المسلم، إذا اعتدت أن توزع الورد، فاعلم أنه لابد أن يبقى منه شيء من العطر بيدك.. وأنك ما دمت تفعل الخير، فإنه لاشك سيصلك أثره.
هناك قاعدة عامة تقول: «أن الإنسان ينبغي له ألا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه»، فكيف بك تفعل الخير، وتنتظر السوء؟.. بالتأكيد لا يمكن أن يحدث ذلك، بينما العكس تمامًا هو الصحيح، كيف بك تنتظر الخير وأنت لا تترك أحدًا إلا وتؤذيه؟!
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعامل الناس، بمنتهى الود والمحبة، بل أنه مع أعدائه لم يتصرف أبدًا أي تصرف كرد فعل، وإنما كان صبورًا رحيمًا متسامحًا دائمًا، لذلك كان ينصح أصحابه قائلا: «فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه».. فإياك أن تموت عزيزي المسلم على كره الناس لك، وإنما عامل الناس بالحسنى، تأتيك كل هذه الحسنات والحسنيات يوم القيامة كأنها بساتين لا تنضب من الورود والأزهار طيبة العطر والرائحة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟سباق الخير
الإسلام هو الدين الوحيد الذين جعل السباق والتنافس في الخيرات، قال تعالى: «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ » (البقرة: 148)، وقال أيضًا: «سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» ( الحديد 21).. الله على هذا الفضل العظيم، الذي يعد به المولى عز وجل عباده، كيف ترى هذا المكسب الكبير، وتتردد في أن تقول الخير؟!.. لذا فقد أكثر الله سبحانه وتعالى، من الدعوة إلى الخير، وجعله أحد عناصر الفلاح والفوز، قال تعالى: « اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (الحج: 75 - 77).. إذن طالما أنك تلتزم بالخير لا يمكن إلا أن يصبك الكثير منه.