عزيزي المسلم، مسألة أن كل شيء يضايقك من شخص ما، تسرع وتقول كل شيء أمامه مرة واحدة، ربما يكون أم غير محبب، حتى لو كان بدعوى أن تفرغ ما في نفسك من غضب أو كبت، أو حتى لا تستسلم لفكرة الانتقام التي تظل تسيطر عليك طوال الوقت.
ليس كل ما تتمناه بالضرورة تدركه أو تحققه، فليس أن تتمنى أن تخرج غضبك في هذا أو ذاك، أن الأمر عاديًا ويجوز، فليس هناك فكرة يمكن تطبيقها في المطلق، أو أن نعممها.. لأنه باختصار ليس كل الكلام ينفع للعتاب !
هل أكتم في قلبي وأسكت ؟!
قد يسأل أحدهم ويقول: هل أكتم في قلبي وأسكت ؟!.. الإجابة: نعم اسكت ولا تتكلم.. لأنه في مواقف وأوقات عديدة يتسبب العتاب في إفساد أي علاقة أكثر مما قد يصلحها، بل ويتسبب أيضًا في تكسير حواجز أكثر بينكما، ويخلق حساسيات أكثر لم تكن موجودة من قبل.. ويفتح (حوارات) وقيل وقال ليس لها أي لزوم.. بل ويفتح لك أمور وقصص كنت تقريبًا حاولت أن تتجاوزها، لأنه مهما كانت درجة المتانة في أي علاقة، لا يمنع أن يحدث فيها بعض الوعكات والمطبات.. لكنها تمر مع الوقت بالعِشرة الطيبة.
حينها لن يكون اسمها (هتكتم في قلبك ).. وإنما ستكون إنسانًا عاقلًا تتصرف بحكمة، وتعرف كيف تميز بين ٤ أشياء هامة قبل أن تعاتب :
- ما الذي يقال ؟ ولمن يقال ؟ ومتى يقال ؟ ولماذا يقال ؟ .. لابد هنا أن ترد على الأسئلة الأربعة وتفكر فيهم جيدًا قبل أن تقرر العتاب
لكن أن يكون ليس لديك أي سبب سوى أن تقول ما بداخلك وتفرغه حتى لا تشعر بالاختناق من داخلك.. فهذا ليس سببًا كافيًا على الإطلاق.. لأنك لن تدرك حينها أبعاد ما قد يقع أو يحدث.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟التغافل
عليك أولا عزيزي المسلم، أن تعي جيدًا أن أي علاقة لابد لها أن تستمر حتى يطبق الطرفين فيها ( التغافل ) .. لكن طرف واحد فقط يطبق، والآخر يقرر أن يعاتب، وعلى أمر الأول بذل فيه مجهود كبير جدًا حتى يتغافل عنه !.. إذن فهو يفتح كل أبواب (الزعل) وأسباب الفراق مرة واحدة.
لكن علينا جيدًا أن ندرك أن هنا معنى هام جدًا في أي علاقة، وهو ( الرصيد ) .. رصيد الشخص هو الذي يساعدك لأن تجيب على الأسئلة الأربعة السابقة.
فإن أجبت عليهم بهدوء وتعقل، فأنت لاشك شخص موزون، وغير مندفع ولا تتحكم فيك انفعالاتك .. لكن إن رأيت في موقف ما أن العتاب أصبح ضرورة .. فاذهب وعاتب ولكن باستخدام مصطلحات في محلها جيدًا حتى لا يتحول العتاب إلى جدال فغضب ففراق أبدي.