أنا شاب ثلاثيني تزوجت من فتاة تكبرني بأربع سنوات في نفس الشركة التي أعمل بها في كندا منذ سنوات .
تزوجت بدون رضى والديّ ولم أنجب حتى الآن وبعد مرور 5 سنوات وأشعر بالذنب بسبب عدم سعادة والديّ بزيجتي وعدم انجابي.
فكرت أنا وزوجتي في الطلاق، وعرضت هي هذا الأمر الأمر أكثر من مرة ربما لشعورها بضيقي واشغالي بعدم الإنجاب، وترك الفرصة لي لأتزوج بأخرى وأنجب لأن القانون في كندا يمنع الجمع بين أكثر من زوجة، وأنا رفضت لأني أحبها، ومبادئي وتعليمي لا يسمحان لي بإيذاء زوجتي.
قررنا أن نواصل حياتنا معًا، ولكن دائمًا فكرة الانجاب تتبادر إلى ذهني، ولا أدري هل صحيح أنني أستطيع التحلي بالصبر طوال حياتي، أم أن الطلاق أفضل الآن من بعد ذلك؟ أنا حقا لا أعرف ما يجب القيام به؟
بم تنصحونني؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقي..
أتفهم موقفك، وأقدر مشاعرك، وحيرتك، ولا أنكر عليك شيئًا منها، ولكنك محتاج بالفعل للحسم.
أولًا فارق 4 سنوات لصالح الزوج الثلاثينة ليس الفارق العظيم الذي يمكن الاشارة إليه على أنه سبب عدم الانجاب، ولا عدم رضى والديك أيضًا، ولا أردي هل قمتما بالفحوصات اللازمة، لمعرفة السبب، وقمتم بكل الطرق الممكنة كالحقن المجهري وغيرها من علاجات وسبل حديثة للإنجاب أم لا، وأرجو أن يكون هذا قد حدث، وتكونوا قد استنفذتم الأخذ بـ"كل" الأسباب المتاحة والممكنة للحصول على طفل.
الحقيقة المؤلمة يا صديقي، أنك مخير بين قبول نوعين من "الألم"، قبول ألم الطلاق من زوجتك التي تحبها، والزواج بأخرى لعلك تنجب منها أو لا فكل الاحتمالات تظل قائمة، أو قبول ألم عدم الانجاب، والبحث عن طرق للعيش مع زوجتك للشعور بالسلام النفسي، والتصالح مع النفس ومع الظروف والأقدار وكل الأوضاع، وكثيرون يفعلون وينجحون.
ما أراه أن مشكلتك هي "عدم القبول"، لذا فالحل هو "القبول"، وأولا القبول بـ"الألم" الناتج عن كل اختيار من هذه الاختيارات.
لابد من مواجهة النفس بهذه الحقيقة، وتهوين الأمر على نفسك، فلو اخترت الطلاق فإنه سيكون مؤلم ولابد أن تتقبل هذا الألم أنت وزوجتك، سواء تم الآن أو بعد ذلك فإنه سيكون مؤلم، وكذلك الحال لو اخترت عدم الانجاب بعدم الزواج من أخرى وترك زوجتك، فأنت وحدك القادر على ترجيح قدرتك على قبول أي الألمين، وقدرتك على التكيف مع الوضع بعده والعيش بسلام.
اكتب يا صديقي "مصفوفة" قرار، اكتب مميزات وعيوب كل اختيار ووضعه من كل النواحي، احصر أمام عينيك كل المكاسب والخسائر ، والمخاطر المتوقعة من كل اختيار، وحكم عقلك وعاطفتك، لا تترك أيًا منهم يقودك، واتخذ قرارك على بركة الله، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
مصاحبة الأبناء.. ضرورة اجتماعية تحميهم من المخاطر.. هذه وسائلها اقرأ أيضا:
حماتي تتدخل في تربيتي لبناتي.. ماذا أفعل؟