أخبار

8ثمار رائعة للإيمان بالقضاء والقدر ..مصدر انشراح الصدر والرزق الوفير .. سلم زمام أمرك لله

3 أطعمة تساعد في تعزيز جهاز المناعة

4 أطعمة احذري تخزينها في الثلاجة

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان

داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك

أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباح

هل تبحث عن السعادة.. حاول أن تكتشف نفسك وابدأ بهذه الحقائق

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)

كيف تتخذ القرار وتدير المشكلة؟.. ضغوط تعامل معها النبي بالحلم

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 10:44 ص

بزيادة الضغوط العصبية تتزايد معها صعوبة حل المشكلات اليومية والحياتية، خاذة إذا تسرع الفرد في اتخاذ القرار، الأمر الذي يؤثر على صحة هذا القرار، بل واللجوء لبعض السلوكيات التي قد يندم على ارتكابها، الأمر الذي يضاعف من مرارة الأزمات، فعلى الرغم من تعدد أشكال الأزمات وأنواعها، إلاّ أن الهدف من مواجهتها، يتمثل في الحدّ من التدهور والخسائر؛ والاستفادة من الموقف المستجد، في الإصلاح والتطوير؛ ودراسة أسبابها وعواملها، كي يمكن اتخاذ الإجراءات الملائمة لمنع تكرارها.

لذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الحلم والتأني في مواجهة الأزمة واتخاذ القرار، فقال فيما ورد عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال : ((التأنِّي من الله والعجلةُ من الشيطان)).

فدائما ما يتعجل أكثرنا في إصدار أحكامه نحو الأخرين، فيسيئ الظن بهذا، ويتهم هذا، ويتعجل في الحكم على هذا، فيخسر الكثير من الناس، كما أنه دائما ما تسيطر فكرة العجلة على اتخاذ القرار، فتكون أغلب قراراتنا غير مدروسة، مما تؤثر على حياتنا، في الوقت الذي تعد الأناة خُلُقٌ يحبه الل ويتصف به العقلاءُ ، فلا يقدمون على أمر إلا بعد دراسة وتحقق، ولا يتلفَّظون بكلام إلا بعد تروٍّ ونظر، فيَسْعَدون ويُسْعِدون.

وتقول العرب: "دعوا الأمر يَغِبَّ"، كما جاء في كلمة عبدالله بن وهب الراسبي الأزدي لما عزم الخوارج على بيعته فقال: "يا قوم استبيتوا الرأي"؛ أي: دعوا رأيكم تأتي عليه ليلة، ثم تعقبوه. وقال: "إياكم والرأيَ الفطيرَ، والكلامَ القضيب، دعوا الرأي يَغِبُّ، فإن غُبوبه يكشف للمرء عن فَصِّه.. وليس الرأي بالارتجال، ولا الحزم بالاقتضاب".

الحلم من صفات النبي 


وكانت صفة "الحلم" من أهم الصفات التي التزم بها النبي صلى الله عليه وسلم، وطالب المسلمين بها، فالحلم لم يكن في شيئ إلا زانه كما يقول النبي، والأناة مطلوبة في كل شيء.

وكان العرب يتمسكون بالحلم، حتى في أشعارهم، ويبالغون فيه، وعُرِفوا في أدبنا العربي بـ(عبيد الشعر)، فقد كان الشاعر منهم ينظِم القصيدة وينظر فيها، ويعيد النظر فيها سَنَة كاملة قبل أن يَعرِضها على الناس وسُميتْ هذه القصائد بـ(الحوليات)، فماذا بالنا بدراسة القرارات التي تؤثر على مستقبلنا، والألفاظ التي تحكم علاقاتنا بالغير من الناس حولنا؟.

وكان العلماء وذوو الرأي والوجاهة إذا تكلموا أو كتبوا، تأنَّى الواحدُ منهم في الإجابة إذ سئل عن حكم شرعيٍّ ، أو حادثة تاريخية، أو موقف من المواقف.. فلا يتسرع؛ بل يُعْنى بفَهم السؤال أولاً، و يرجع إلى الكتب والمصادر العلمية حتى إذا استوثق من وقوفه على جلية الأمر نظر مرة أخرى في الجواب، وسأل نفسه: هل من المصلحة أن أُجيب أم من المصلحة أن أُعرِض عن ذلك؟.

ويَعْمَد الرجل المتسرِّع وهو في سَوْرة الغضب إلى إيقاع الطلاق دون تبصُّر لعواقب الأمر، فيندم، ويسارع إلى العلماء والفقهاء يطلب إليهم أن يجدوا له حَلا، ويدرك أنه بهذا التسرع خرَّب بيته، ودمَّر حياته، وكان في غِنًى عن ذلك لو أنه تأنَّى وصبر.

والأناة مطلوبة في الزواج، ومطلوبة من أهل الفتاة المخطوبة، فلا يجوز أن يتسرَّع أيٌّ منهما في إبرام الأمر؛ بل على كل من الطرفين السؤالُ والبحث، والاستشارة، والاستخارة، أما إذا كان تسرُّعٌ في هذا الأمر واستعجالٌ كان احتمالُ الإخفاق وارداً.

والأناة مطلوبة من الإنسان في تعامله مع الآخرين، فقد يسمع كلمة مسيئة له، أو شتيمة تُوجَّه إليه، فلا يتسرَّعِ العاقلُ في الرد على المسيء، ولا يستسلم للانفعال؛ بل يقف ويفكر في الموقف السليم الذي ينبغي أن يقفه، فقد يكون الإعراض عن هذا المسيء أفضل، وقد يكون الرد عليه بحكمة أفضل. إن عليه أن يتأنى ولا يعجل.

وفي ذلك قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء: 37]، وجائت الأية ردا على أن المشركين كانوا يستعجلون الآيات، وهذا قد ورد في أكثرَ من موضع من كتاب الله، فذكر ربُّنا أن الإنسان مخلوق من عجل، وهدَّدهم سبحانه بأنه سيريهم آياتِه المعجزات التي سيرونها، وهي تدلُّ على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وما جعل الله له من العاقبة المحمودة، وقد يراد بالآيات نِقماتٌ الله في الدنيا والآخرة.

ويتعجل الإنسان في الدعاء وفي ذلك قوله تعالى: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} [الإسراء: 11].

ويدعو الإنسان على نفسه بالشرِّ إذا ما أصابته مصيبةٌ من فقر أو مرض.. يدعو على نفسه بالشر كما كان يدعو لها بالخير؛ وذلك لأن الإنسان بفطرته عجول: {وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً}؛ فعليه أن يغالب ذلك، ويتصف بالأناة.


الله يجب الأناة


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأشجِّ عبد القيس: ((إن فيك خَصْلَتين يُحِبُّهما الله: الحِلْمُ والأناةُ)).

وعن عبد الله بن سَرْجِس المزني رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السَّمتُ الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة)).

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه،قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الأناة من الله والعجلة من الشيطان)).

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كنتُ أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه بُرد نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرتُ إلى صفحة عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أثَّرتْ بها حاشيةُ الرداء من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك؛ فالتفتَ إليه، فضحك، ثم أمر له بعطاء"، ليكشف النبي صلى الله عليه وسلم ، مدى حلمه وصبره على الأذى، وبيانٌ لخُلُقه العظيم من الصفح والدفع بالتي هي أحسن.

و"وروي عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال في بعض كلامه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد دعا نوح على قومه فقال: {رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً}، ولو دعوتَ علينا بمثلها لهلكنا من عن آخرنا، فلقد وُطِيء ظهرُكَ، وأُدْمِيَ وجهُكَ، وكُسِرتْ رباعيتُكَ، فأبَيْتَ أن تقول إلا خيراً، فقلت: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون))".

والأناة المطلوبة ينبغي أن تكون في الحدود المقبولة، وإلا انقلبت إلى ضدها؛ فليس من الأناة المحمودة أن يبطئ المرءُ في أمر تحققتْ له مصلحته وللمسلمين، ولا في أداء واجب افترضه الله عليه حتى يفوت وقته.

التفكير بعيد المدى

إن التفكير بعيد المدى يتطلَّب التصالح مع حقيقة أنه سوف يساء فهمنا لفترة طويلة في البداية. ومعظمنا قرأ أو سمع عن النهايات المأساوية أو الخسائر المتلاحقة لبعض الناس من حولنا نتيجة التسرع.

فالتأني لا يعني البطء أو العطالة أو الكسل، بل يعني القيام بالشيء وفق السرعة المناسبة سواء أكان ببطء أو بسرعة هائلة. كما يعني أن نمنح كل لحظة في حياتنا الوقت والانتباه اللذين تستحقانه.




الكلمات المفتاحية

الله يجب الأناة الحلم من صفات النبي ضغوط تعامل معها النبي بالحلم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled بزيادة الضغوط العصبية تتزايد معها صعوبة حل المشكلات اليومية والحياتية، خاذة إذا تسرع الفرد في اتخاذ القرار، الأمر الذي يؤثر على صحة هذا القرار، بل وال