بالتأكيد المؤمن بربه سبحانه وتعالى، جل الإيمان، لا يمكن أن يخاف من بشر مهما كان، لأنه يعلم أن أمره كله بيد الله عز وجل، وأن الله عز وجل حسم مصيره قبل خلقه، كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ،إذا سألت فاسأل الله،وإذا استعنت فاستعن بالله،واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،رفعت الأقلام وجفت الصحف»، لكن هل هناك بين الناس من يجب عليك أن تخاف منهم.. للأسف نعم!.
هل من الكافر نخشى؟
قد يتصور المسلم، أننا يجب علينا أن نخاف من الفاجر والكافر، ولكن الأمر يختلف، يقول الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: «لا أخاف عليكم من الكافر فكفره سيفضحه.. ولا أخاف عليكم من المؤمن فإيمانه سيردعه .. إنما أخاف عليكم من مؤمن اللسان منافق القلب»، انظر لبراعة الخليفة الرابع، وهو يعظنا من هذا الشخص ويحذرنا منه، وما ذلك إلا لأن الحقد هو أساس كل أذى.
فالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لم يرفضه قومه في بداية الدعوة، إلا حقدًا منهم عليه، فهم لم يصفوه بالكذب، ولم حتى يكذبوا الرسالة، وإنما جحدوا بما أنزل عليه، قال تعالى: «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» ( الأنعام 33)، ولأجل ذلك ظلوا يحاربونه ويسعون لقتله مرات ومرات، لكن الله نجاه من القوم الظالمين، فكن دائمًا مع الله ينجيك من مثل هؤلاء الذي يضمرون عكس ما يظهرون، وهم للأسف كثر هذه الأيام.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ من هو منافق القلب؟
لكن من هو منافق القلب؟.. هو كما وضحه الإمام علي ابن طالب من يضمر لك الشر، ويظهر لك بابتسامة كاذبة الخير، والنفاق بالأساس مرض يصيب القلب، يجعل الإنسان يكره أي خير لصاحبه، ينظر فيما رزقه الله له، ويتابع أخباره لحظة بلحظة، ومثل هذا لا يكف عن الدعاء في سره عليك، بل وتمني زوال أي نعمة لك فجأة، وإن ابتلاك الله عز وجل في أمر ما، يفرح كأن نال الدنيا وما فيها.. وهؤلاء بشرهم الله قبل أكثر من 14 قرنًا، ولكن بئس هذه البشرى، قال تعالى: «بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا » (النساء: 138 - 140).