كيف أحقق السلام النفسي؟.. سؤال أصبح معتادًا هذه الأيام، فكم من الضغوط التي تحيط بكل إنسان، تجعله لا ينفك يخرج من قلق وتوتر حتى يدخل في غيره، وكأن الوصول للسلام النفسي لا يأتي إلا بالموت!
يقول المولى عز وجل يوضح الطريقة التي يصل بها الإنسان إلى أقصر طرق للسلام النفسي: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا » (الشمس: 9)، فمن نجح في تزكية نفسه ومعرفتها بتقوى الله عز وجل، وبطريقه سبحانه وتعالى، لا يمكن إلا أن يصل إلى الصفاء النفسي بأسرع ما يمكن، لأنه باختصار الطريق المختصر لذلك.. أما من زكى نفسه بغير ذلك، فسيظل يبتعد ويبتعد حتى تتوه نفسه، وحينها ربما يصل لمرحلة اللاعودة وليعاذ بالله، فيظل في حيرته عمره كله.
بداخلك السلام ولكن
عزيزي المسلم، السلام موجود بداخلك، لكنك أعميت بصرك عنه، إذ لم يخلق الله عز وجل النفس إلا وضع فيها سلمها وأمانها، ودلها على طريق الخير والفلاح، لكن الإنسان هو من يبتعد عن ذلك بأفعاله وتصرفاته، قال تعالى: « وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ » (الذاريات: 21)، إذ نجد أن كثيرًا من المشكلات التي يعاني منها كثير من الناس، إنما تأتي من جهلهم بحقيقتهم وحقيقة الآخرين، فيتوه، لأن الله عز وجل خلقك حرًا مسئول عن تصرفاتك فكيف بك تترك لغيرك يتحكم فيها؟!، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا يكن أحدكم إمعة يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت».
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟لا تتردد وكن قويًا
للوصول إلى السلام النفسي، على الإنسان أن يكون قويًا في نفسه، واثقا في نفسه وفي الله عز وجل أيما ثقة، وألا يكون مترددًا أبدًا، وتذكر قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا؛ ولكن قل: قدَر الله، وما شاءَ فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».
أيضًا، لا تنس أن السلام النفسي لا يمكن أن يأتيك وأنت جالس بين 4 جدران، عليك بالانفتاح على الناس، ستكتشف أن كثيرين يتعرضون لأذى، وأن كثيرون قادرون على تخطي هذا الأذى مهما كان، ستتعلم أيضًا أن تمر على الأذى مرور الكرام ولن يؤثر فيك، وكن دائمًا من النافعين للناس يبعد الله عنك شر القلق والتوتر النفسي، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « يا رسول الله ! أي الناس أحب إلى الله ؟ فقال : أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرًا»، كل هذه الأمور لاشك من أهم الخطوات إلى السلام النفسي، فإياك أن تحبس نفسك على مساعدة الناس، لأن ذلك إنما يعود بالفضل عليك أنت أولا.