جاء الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله شيئا من الدنيا، فوقع له ما لم يكن في الحسبان.
يقول أبو سعيد الخدري : أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط فقالت لي أختي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله فجئت فإذا هو يخطب، فقال: «من يستعفف، يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله».
فقلت في نفسي: والله لكأنما أردت بهذا إلا جرم لا أسأله شيئا فرجعت إلى أختي فأخبرتها، فقالت: أحسنت،.
فلما كان من الغد فإني والله لأتعب نفسي تحت الأجم، إذ وجدت من دراهم يهود فابتعنا به، وأكلنا منه وجاءت الدنيا، فما من أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا.
بشارة نبوية
ومن بركاته صلى الله عليه وسلم إخباره شداد بن أوس رضي الله عنه بأنه يعافى من مرضه وأنه يسكن الشام فكان كذلك.
يقول شداد بن أوس رضي الله عنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه، فقال: «مالك يا شداد؟» قال: ضاقت بي الدنيا، قال: «عليك، الشام تفتح ويفتح بيت المقدس فتكون أنت وولدك أئمة فيهم» .
كما أخبر صلى الله عليه وسلم بنزول قوم بالجابية وأخذ الطاعون إياهم فكان كما أخبر.
روى الإمام الطبراني أن معاذا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تنزلون منزلا يقال له الجابية أو الجويبية فيصيبكم فيه داء مثل غدتي الجمل يستشهد الله تعالى به أنفسكم وزراريكم، ويزكي به أعمالكم».
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالشاة المذبوحة
ومن معجزاته أيضا أنه أخبر صلى الله عليه وسلم بالشاة التي أخذت بغير إذن أهلها.
يقول جابر رضي الله عنه غن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ وأصحابه بامرأة فذبحت لهم شاة واتخذت لهم طعاما.
فلما رجع، قالت: يا رسول الله إنا ذبحنا لكم شاة، واتخذنا لكم طعاما، فادخلوا فكلوا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكانوا لا يبدأون حتى يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم لقمة، فلم يستطع أن يسيغها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذه ذبحت بغير إذن أهلها».
فقالت المرأة: يا رسول الله، إنا لا نحتشم من آل معاذ، نأخذ منهم ويأخذون منا، في لفظ: إنا لا نحتشم من آل فلان ولا يحتشمون منا، نأخذ منهم، ويأخذون منا.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار قوما من الأنصار في دارهم فذبحوا له شاة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللحم شيئا ليأكله، فمضغه ساعة لا يسيغه فقال: «ما شأن هذا اللحم؟» قالوا: شاة لفلان ذبحناها حتى يجيء نرضيه من ثمنها، فقال: «أعطوها الأسارى» .