الغضب بريد القتل كما يقولون، كما أن النظر بريد أي مقدمة للوقوع في الفاحشة – لا قدر الله-، لذلك حثت الشريعة عن ونهت عن الغضب وحذرت من خطورته على المسلم.
يقول الصحابي سليمان بن صُرَد- رضي الله تعالى عنه- : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب وقد احمرَّ وجهه، وانتفخت أوداجه.
الاستعاذة من الشيطان
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه، «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
فقام رجل إلى ذلك الرجل، فقال: أتدري ما قال؟ قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال الرجل: أمجنونا تراني؟.
وعن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «علموا ويسروا، علموا ويسروا» ، قالها: ثلاثا، وإذا غضبت فاسكت.
وروى أبو ذر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا غضب أحدكم، وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع» .
يقول سعيد بن المسيب- رحمه الله تعالى-: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، ومع أصحابه، وقع رجل بأبي بكر فأذاه، فصمت عنه أبو بكر.
ثم آذاه الثانية، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة، فانتصر منه أبو بكر.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أوجدت علي يا رسول الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك، فلما انتصرت وقع الشيطان فلم أكن لأجلس، إذ وقع الشيطان» .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاآداب أخرى:
كما كان من آدابه صلى الله عليه وسلم في العطاس والبزاق والتثاؤب، ما رواه أبو هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس وضع يده، أو ثوبه على وجهه وخفض، أو قال: غض بها صوته.
وعبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس حمد الله تعالى، فيقال له: يرحمك الله، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم.
وقال سلمة بن الأكوع- رضي الله تعالى عنه- إن رجلا عطس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: «يرحمك الله» ثم عطس أخرى، فقال له: «يرحمك الله» ثم عطس أخرى، فقال: «الرجل مزكوم»
وعن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال: كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول «يهديكم الله، ويصلح بالكم» .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بمنى أو بعرفات، فذهب يبزق فقام بيده فأخذ بها بزاقه، فمسح بها نعله كراهة أن يصيب أحدا من إخوانه.
وعن يزيد بن الأصم قال ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم متثائبا في صلاة قط.
وروى أبو هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب» ،
وذلك أن التثاؤب إنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب يضحك منه الشيطان.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في التثاؤب: «إذا تثاءب أحدكم، فليضع يده على فمه، فإن الشيطان يدخل» .
وعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حدث حديثا، فعطس فهو حق» .