بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاربعاء 02 سبتمبر 2020 - 01:30 م
استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه يوم الجمعة، في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين من الهجرة، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وكان يقول هما ريحانتاي من الدنيا. ولما ولد الحسن والحسين أذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولدا في أذنيهما وأمر به. وعن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: أما حسن وحسين ومحسن، فإنما سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقّ عنهم، وحلق رؤوسهم وتصدق بوزنها وأمر بهم فسروا وختنوا. يقول أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر برأس الحسن والحسين يوم سابعة أن يحلق ويتصدق بوزنه فضة. يقول البراء- رضي الله تعالى عنه- : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن عليّ، على عاتقه وهو يقول: «اللهم، إني أحبه فأحبه» . وقال الحسن بن علي أو الحسين بن علي قال حدثتنا امرأة من أهلي، قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا على ظهره يلاعب صبيا على صدره، إذ بال فقامت لتأخذه فقال: دعوه ...". وعن أبي ليلى- رضي الله تعالى عنه- قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صدره أو بطنه الحسن، والحسين فبال: فرأيت بوله أساريع فقمت إليه فقال: دعوا ابني، فلا تفزعوه. وعن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتقبلون صبيانكم؟ فقال: فما نقبلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة» . وقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي- رضي الله تعالى عنه- وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم فنظر إليه صلى الله عليه وسلم ثم قال: «إن من لا يرحم لا يرحم» . وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه جميعا بكفي الحسن والحسين وقدماهما على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارق، فرقى الغلام» حتى وضع الغلام قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح فاك، ثم قبله ثم قال: «اللهم، أحبه، فإني أحبه». يقول أبوهريرة- رضي الله تعالى عنه- : ما رأيت حسنا- رضي الله تعالى عنه- إلا فاضت عيناي دموعا، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فوجدني في المسجد فأخذ بيدي، فانطلقت معه فما كلمني حتى جئنا سوق بني قينقاع فطاف فيه ونظر ثم انصرف وأنا معه حتى جئنا المسجد فجلس فينا، فقال: أين لكاع، ادع لي لكاع – كلمة للطرافة- فجاء حسن يشتد، فوقع في حجره، ثم أدخل يده في لحيته، ثم جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح فاه فيدخل فاه في فيه ثم قال: «اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه» . ويقول يعلى بن مرة- رضي الله تعالى عنه- : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام فإذا بحسين يلعب في الطريق، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه، فجعل يمره مرا هاهنا، مرة هاهنا يضحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه ثم اعتنقه فقبله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب الحسين، والحسن والحسين سبطان من الأسباط» . وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاء حسن أو حسين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الولد فتنة، لقد قمت إليه، وما أعقل» .