يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا»، وكأنه عليه الصلاة والسلام يعيش بيننا الآن، فقبل أيام معدودة توفي شاب تحدث عنه الناس جميعًا في مصر، وتردد حينها أن السبب الأساسي في وفاته هو الحسد.
ولو نظرنا إلى ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، سنجد أننا لسنا بخير.. لأنه طالما دب الحسد بيننا، ذهب الخير بين الناس، وأصبحنا يكره أحدنا الخير لأخيه وصاحبه وجاره.. وهو ما نعيشه الآن للأسف.. وننسى أن الله عز وجل قسم الأرزاق كما يشاء، وعلينا الرضا بما هو مقسوم، قال تعالى: «نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً » (الزخرف: 32).
مرض العصر
الحسد.. لاشك بات مرض العصر، وبات قليل من الناس من يترك غيره في حاله، لهذا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حذر من أمراض القلوب التي تفتك بالأمة وتأكل الحسنات فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا».. بل أن الله عز وجل لعلمه أن يومًا سيأتي سيأكل الحسد الأخضر واليابس، حذر منه في سورة متكاملة، فقال تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ » (الفلق: 1 - 5).
اقرأ أيضا:
استعد لرمضان من الآن بهذه الطريقة الرائعةلماذا تمني زوال نعم الغير؟
من أكبر الأمور التي تحتاج وقفة، هي أن يظل إنسان ما يتمنى زوال نعم الغير.. ما الذي سيعود عليه حينها؟.. بالتأكيد لا شيء، فقط أن "يشمت"، ألم يعلم هؤلاء أن الله عز وجل مطلع على القلوب، ويجازي على كل نية سيئة؟.. ألم يعلم هؤلاء أن هذه الصفة إنما هي صفة الكفار، الذين كانوا يحسدون النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على اختياره نبيًا من قبل المولى عز وجل، فقال تعالى يوضح ذلك: «وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ » (القلم: 51).. وأيضًا ويقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: « العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا ».