عزيزي المسلم، الكل يعلم يقينًا أن الحياة حقل تجارب، وأن كل إنسان لابد له أن يصنع تجربته، بل وهناك من تصنعه التجربة، فقف عزيزي المسلم قليلا مع نفسك وكن من الذين يصنعون تجربتهم بنجاح، لكن كيف يكون الطريق إلى النجاح؟..
لكي تنجح عزيزي المسلم في تجربتك، عليك أن تستعن بالله وليس الناس، وإذا هم تقربوا لبعضهم البعض، تقرب أنت إلى الله بكل ما تملك.. وليكن دائمًا صوب نظرك، لا تفعل أي شيء إلا لمرضاته وخوفًا منه، وليكن في يقينك أن الرقي والنجاح إنما طريقهما واحد، وهو طريق الله عز وجل، مهما كانت مغريات الطرق الأخرى، وليكن شعارك في الحياة، قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من كانت الآخرة همه، جمع الله عليه شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتَته الدنيا راغمة».
مواجهة المطبات
بالتأكيد كل إنسان، تواجهه مطبات الحياة، لكن الاختلاف في طريقة التعامل مع هذه المطبات، فهذا طالب يعي تمامًا أن الوصول للهدف يتطلب السهر للمذاكرة، وعدم ضياع الوقت في اللعب، وآخر تصور أن اللعب أهم، مؤكد إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، الأول سيصل مهما حاربته الظروف، ومهما قيل أن الثاني ربما يساعده الوسطاء، لكن في النهاية لا يمكن لفاشل إلا أن يفشل يومًا ا.. ولا يمكن لمجتهد إلا أن ينجح ويصل يومًا ما.
من يتتبع حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة، سيجد أن كل شيء لا يؤدي إلا إلى الفشل، لكن صاحب المبادئ والهدف، لا يمكن له أن يتراجع، ورغم أنه بالتأكيد كانت رسالته إلهية، إلا أن الله عز وجل تركه يواجه ويتعب ويكد ويجتهد .. لتكون النهاية نجاح لا مثيل له.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟تحديد الهدف
من البداية حدد هدفك، وثق في الله عز وجل ستصل يقينًا إلى ما تريد، لكن بمزيد من الجهد والتعب والتحمل، وعدم اليأس، فما من طريق نجاح إلا ومليء بالأشواك، ولو تدبرنا قصة نبي الله يوسف عليه السلام، سنجد العجب في أنه يلقى في الجب، فيصبر ويحتسب، فيأتيه من ينجده من الجب، لكن إلى أين؟.. إلى العبودية، وهو الحر ابن الحر ابن الحر ابن الحر، ومع ذلك يصبر، ويحدد لنفسه الهدف.. ويتعرض في طريقه لمطبات وغوايات، ينجح فيها كلها، لأن الله أمام ناظره دائمًا، فكانت النتيجة أن يكون عزيز مصر.. كن عزيزي المسلم كنبي الله يوسف عليه السلام، ولا تكن كمن استهوته الدنيا حيران فيخسر دنيته وآخرته.