ابنتي عمرها 16 سنة، خلوقة، متفوقة دراسيًا، منظمة جدًا، تحب القراءة والاطلاع، خجولة، إلا أنها تعاني منذ صغرها، وبالتحديد مع دخولها المرحلة الإعدادية، من عدم وجود أصدقاء لها في المدرسة.
تشكو لي أنها في فسحة المدرسة تقضي الوقت وحدها، بينما كل زميلاتها يتجمعن، تجلس هي وحيدة تتناول وجبتها، ولا تبادر أي زميلة للحديث أو اللعب معها إلا إذا بادرت هي.
ماذا أفعل، وكيف أساعد ابنتي؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، أتفهم موقفك تمامًا كأم متألمة لألم ابنتها، وأنت محقة.
لقد تأملت ما وصفت به ابنتك، وهو كله جيد، ورائع، ولكن يمكنني القول أن هناك أمارات على ميل شخصية ابنتك للكمال والمثالية، فعلى الرغم من تعاطفي معها ومع ألم شعورها بـ"الرفض"، على قسوته من زميلاتها، إلا أنني أشعر أنها مساهم أيضًا في حدوث ذلك.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟ابنتك الطيبة يا عزيزتي تحتا ج إلى علاقة تقبلها كما هي، ولتكن هذه العلاقة معك.
هي تحتاج إلى التعرف على كافة جوانب شخصيتها، وعيوبها، وضعفها، وقبولها، وعدم قولبة نفسها في قالب الشخصية المجتهدة الخجولة المنظمة ..إلخ فقط، فهي تحتاج لأوقات مرح، وأوقات نزهة، وأوقات فضفضة، و..و.. إلخ جوانب الحياة، حتى تتنفس بقية جوانب شخصيتها من خلال ذلك.
هي تحتاج إلى علاقة مع شخص، متفهم، داعم، يعرفها أن الحياة ليست مثالية ولا العلاقات، وعليها أن تخفف من مثاليتها وتقبل الواقع وتعرفه على حقيقته.
لابد أن "تخرج" ابنتك يا عزيزتي للحياة، برحابتها، ووسعها، وحقيقتها، وتصحح اعتقاد وفهم، خاطئ، يقول لها، أن الحياة هي المدرسة، والدراسة ، وصديقات الدراسة، نعم، هذه كله، مهم، لكنه، ليس كل الحياة.
ابنتك تحتاج للخروج لمحيط أوسع، عن طريق الهواية مثلًا، العائلة، ممارسة أنشطة خارج إطار المدرسة، لابد أن تنفتح، تزور أماكن جديدة، تتعرف على أشخاص جدد، وهكذا.
ابنتك تحتاج في علاقتك الشافية، الداعمة، لها، أن تلفتي انتباهها لشيء مهم جدًا، تفتقده، أو تعاني من ضعفه لديها، وهو، مهارات التواصل الاجتماعي، وهذه يمكن تعلمها، والمران عليها، في نطاق الأسرة، والصبر على النفس، حتى تستطيع تفعيل هذه المهارات خارج نطاق الأسرة، مع الصديقات، وسيتغير كل شيء تدريجيًا.
أحييك لوعيك، وحرصك على ابنتك وعلاقاتها، واستمري، وستنضج ابنتك تدريجيًا، وتتغير للأفضل، وفقك الله.
اقرأ أيضا:
4 أسباب تجعلنا نكرر تجاربنا المؤلمة اقرأ أيضا:
أميل عاطفيًا للفتيات من جنسي دون الشباب وأعلم أنه حرام.. فما الحل؟