الأشهر الحُرُم من الأشهر المعظمة عند الله، تتضاعف فيها الحسنات وأعمال الخير، كما أن المعصية فيها تكون أكثر خطرا من غيرها من الشهور.
وداخل الأشهر الحرم تتفاوت الأيام، حيث يكون يوم عرفة من أفضل أيامها، فصيامه كفارة سنتين، ولكن يجب الحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة فيه والعتق من النيران.
ومن عظيم الذنوب التي يجب الحذر منها:
1-الاختيال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ما يري يوم أكثر عتيقا ولا عتيقة من يوم عرفة لا يغفر الله فيه لمختال"، والمختال هو المتعاظم في نفسه المتكبر قال الله تعالى: "وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى جر ثوبه خيلاء".
2- الإصرار على الكبائر : ووما ذكر في ذلك أن العابد العالم يونس بن عبد الأعلى حج سنة فرأى أمير الحاج في منامه: أن الله قد غفر لأهل الموسم سوى رجل فسق بغلام فأمر بالنداء بذلك في الموسم.
وروي أيضا أن رجلا رأى في منامه أن الله قد غفر لأهل الموقف كلهم إلا رجلا من أهل بلخ فسأل عنه حتى وقع عليه فسأله عن حاله فذكر أنه كان مدمنا لشرب الخمر ليلة وهو سكران فعاتبته أمه وهي تشعل تنورا فاحتملها فألقاها فيه حتى احترقت.
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرالخوف والحياء
و كانت أحوال الصادقين في الموقف بعرفة تتنوع: فمنهم: من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء.
وقد وقف مطرف بن عبد الله بن الشخير وبكر المزني بعرفة فقال أحدهم: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم.
ووقف الفضيل بعرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة قد حال البكاء بينه وبين الدعاء فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال: واسوأتاه منك وإن عفوت.
وقال الفضيل أيضا لشعيب بن حرب بالموسم: إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرا مني ومنك فبئس ما ظننت.
ودعا بعض العارفين بعرفة فقال: اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني.