يقع مسجد قباء في البقعة التاريخية المقدسة حيث بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الأول لهجرته إلى المدينة أول مسجد في تاريخ الإسلام. جنوب غربي المدينة المنورة، يبعد مسافة 5 كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف. ونصف ساعة بالمشي المعتدل.
وفي مسجد قباء بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وكان فيه مبرك الناقة المباركة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محل نزول ناقة رسول الله بعد رحلة الهجرة.. وقد أعيد بناء وتجديد المسجد الأصلي في مناسبات عديد عبر العصور وحتى وقتنا الحاضر.
ذكر أبو عبد الله ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) أن "قبا: أصله اسم بئر، وعرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف. وسمى المسجد بمسجد قباء، لأن النبي في طريقه إلى المدينة مرَّ على ديار بني عمرو بن عوف وبنى بها مسجداً، فسمي مسجد قباء.
فضل مسجد قباء
وقد وردت في فضائله أحاديث كثيرة، ونزل في أهله قوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة:108]
أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس. وأسس مسجد قباء وصلى فيه، وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة، فلما كان اليوم الخامس ـ يوم الجمعة ـ ركب بأمر الله له، وأبو بكر ردفه، وأرسل إلى بني النجار ـ أخواله ـ فجاءوا متقلدين سيوفهم، فسار نحو المدينة وهم حوله، وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادى، وكانوا مائة رجل.
وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان.
عن الشموس بنت النعمان قالت كان النبي حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء"
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟مسجد قباء قديمًا
كان مسقط المسجد عند بنائه بسيطا إذ كان عبارة عن مربع طول ضلعه 70 م وله 3 أبواب كل باب منها في جدار من الجدران الأربعة الخارجية، مع وجود رواق من الجهة الغربية من الجدار الشمالي محمول على أغصان النخيل، وفي الجهة الجنوبية من الجدار الشرقي تسعة غرف تشكل مسكنا للنبي محمد، وفي الجهة الجنوبية صفين من الأعمدة تحمل سقفاً يغطي المنطقة المخصصة للصلاة في أوقات هطول المطر.
في عهد عمر بن الخطاب تمت توسعة المسجد إذ أصبحت ابعاده 98×84 مترا وأصبح له ستة أبواب عوضا عن ثلاثة كم تمت إضافة اعمدة من الخشب.
و مسجد قباء له فضل عظيم، فقد ورد فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه كان له كأجر عمرة)، وكما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم أن النبي كان يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا فيصلي فيه ركعتين.
مسجد قباء له 4 مآذن ويحتوي على 56 قبة، وملحق به سكن للأئمة والمؤذنين ومكتبة، وتبلغ مساحة أرض المسجد 13500 متر مربع، ومساحة مباني المسجد 5860 متراً مربعاً، ويوجد به أربع منارات.