يوافق اليوم الثامن من ذي الحجة أول أيام الحج، أو ما يسمى بـ "يوم التروية"، والذي فيه ينطلق الحجاج إلى منى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنى اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلون خمس صلوات، منها فجر يوم عرفة.
لماذا سمي بهذا الاسم؟
أما لماذا سمي هذا اليوم بالتروية، فيروى أنه نسبة إلى الرؤية التي رآها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وهو يذبح ابنه إسماعيل، ويقال إنه سمي بهذا الاسم لأن الحجاج قديمًا كانوا يشربون فيه الماء الكثير ويسقون دوابهم، استعدادًا للوقوف بعرفة حتى لا ينشغلون بأي شئ آخر سوى الدعاء حتى ولو الماء، خصوصًا لقلة وجود الماء حينها.
وهو اليوم الذي ينطلق فيه الحجاج بأعمال الحج، النبي صلى الله عليه وسلم عندما حج أحرم قارنا فلما وصل إلى مكة وطاف وسعى أمر من معه من لم يسق الهدي أن يحلق ويقصر، وقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة، فهنا أمر النبي من لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة، بمعنى أنهم طافوا وسعوا فعليهم أن يحلقوا أو يقصروا.
أما من معه الهدي حيث كان في السابق يحج الناس على الإبل فيأتون معهم الهدي من بلادهم، ولذا كان يلزمه القران، لكن من لم يسوق الهدي فيجعلها عمرة، والقارن والمفرد يطوف ويسعى سعي الحاج ويستمر على إحرامه، والنبي ذهب إلى الأبطح وجلس فيه بقية الأيام حتى اليوم الثامن من ذي الحجة، ثم انتقل إلى منى، وهنا بدأ الحج، أما من كان متمتعا فيحرم من مكانه قبل أن ينتقل إلى منى.
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرما يستحب فعله في يوم التروية
لذلك يستحب للحاج أن أن يتوجه إلى منى قبل وقت الزوال، ويكثر من التلبية، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه لما كان يوم التروية توجه إلى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة ثم مكث قليلا حتى طلوع الشمس، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة قصراً دون جمع، إلا المغرب والفجر، فصلاهما دون قصر.