دار الإفتاء المصرية أكدت إن الإسلام قد حثُّنا على إعمالِ عقولِنا التِي ميزنا اللهُ بها في مختلفِ المجالات، لِما في ذلك من خيرٍلنا وللبشريةِ، وقد أمرَنا اللهُ بالتفكرِوالتدبرِ: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"190آل عمران .
جاء ذلك في موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بالدار حيث أوضحت أن الله سبحانه وتعالى قد جعلَ التفكرَ من سماتِ عبادِه المُقرَّبِين: "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار"سورة آل عمران الأية 191.
الدار أشارت كذلك في الموشين جراف أن التأمل في آياتِه عز وجلَّ يُشعرُ العبدَبمدى عظمةِ الخالقِ سُبحَانَه وتَعَالى ويزيدُه سَكينةً وإيْمَانًا: "سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ"، فصلت الأية 53 موضحة أن فضل العالمِ الذي يستخدمُ عقله عَظيمٌ لقوله ﷺ: « فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُم صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم "
من جانب أجر أجمع جمهور العلماء وأهل العلم أن التفكر شرَفُ كبير وقدر عظيم حيث أمرالله سبحانه بالتفكُّر والتدبر في كتابه العزيز، وأثنى على المتفكِّرين بقوله: "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" آل عمران من الآية:191
،الله تعالي قال أيضا في فضل التفكر : "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الرعد من الآية:3 ناعيا الغافلين عن النظر والتدبر في كونه، فقال عزوجل: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُوَ لَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" "الحج:46"
والتفكر بمعناه الواسع وأشكاله المختلفة المتعددة التي تشمل النظرَ في آيات اللها لكونية، والتفكُّرَ في آيات الله المقروءة في كتابه الكريم، والتدبرَ في عظيم فِعْل الله وبديع تدبيره وسنن الله في كونه،
التفكر يُعدُّ كذلك في وسائل التزكية وخطوات التربيةوسيلةً هامة وخطوة كبيرة لبناء نَفْس مزكَّاة، وبدونه تتحول النفوس إلى نسيج هشٍّ،والعقول إلى مستودعات خاوية، وتغيب عن القلب حقيقة العبودية. ويكفي في شرفالتفكُّر، وعظيم قَدْره، ومسيس حاجة المؤمنين عامة والدعاة الربانيين له خاصة؛ أن أصول أعمالهم ورأس مالهم الذي عليه تُبنى ربانيتهم: من تلاوة، وقيام، وعِلْم،وذِكْر، لا تكمل ولا تثمر بدون نوع تفكُّر يسري فيها كسريان الروح في الجسد؛
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟بل أن التفكر يستجلي به العبد من التلاوة مقاصد الرب من كلامه، ويفجربه معاني العبودية في قيامه، ويستعين به على تحقيق مقصد العلم من العمل. يقول الإمام ابن القيم حين يصف التفكُّر وعظيم شرفه: "تفكُّر ساعة خير من عبادةسنة؛ فالفكر هو الذي ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن المكاره إلى المحاب،ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة، ومن سجن الدنيا إلى فضاء الآخرة.