قال الله تعالى في حق نبيه :" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. قال بعض العارفين: من رحمة الله تعالى خلق الله عز وجل الأنبياء من الرحمة،
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم، عين الرحمة.
وعن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: قام صلى الله عليه وسلم ليلة، فقرأ آية يرددها، يركع بها، ويسجد، وبها يقوم، ويقعد، حتى أصبح "إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم".
فلما أصبح قلت: يا رسول الله، ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، قال: " فإني سألت ربي الشفاعة لأمتي، وهي نائلة- إن شاء الله تعالى- من لم يشرك بالله تعالى شيئا".. قلت: فما أجبت؟ قال: " أجبت بالذي لو اطلع كثير منهم لتركوا".
قال: فإذا أبشر الناس، قال: بلى، فقال عمر يا رسول الله إنك إن بعثت إلى الناس بهذا يتكلوا عن العبادة، فناداه أن ارجع.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعباد من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ترفقه في الصلاة
وروى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجدانه من بكائه.
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : "إنهن أضللن كثيرا من الناس، فمن تبعني فإنه مني، ومن عصاني فإنك غفور رحيم".. وقال في عيسى عليه السلام: "إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" ، فرفع يديه، وقال: " اللهم أمتي، أمتي، وبكى"، فقال الله عز وجل: " يا جبريل اذهب إلى محمد، فقل له، واسأله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله عز وجل: «يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نشوؤك صلى الله عليه وسلم".
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل يصلي في المسجد، فصلى رجال صلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فأصبح الناس يذكرون ذلك، فكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، ففقدوا صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل بعضهم يتنحنح، ليخرج إليهم، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى خرج لصلاة الصبح.
فلما قضى صلاته أقبل على الناس، ثم تشهد وقال: " أما بعد: فإنه لم يخْفَ عنّي شأنكم الليلة، ولكن خشيت أن تفرض عليكم صلاة، فتعجزوا عنها، فصلوا في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".
وعن مالك بن الحويرث- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما، رفيقا، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا، فسألنا عمن تركنا عند أهلنا، فأخبرناه، فقال: " ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا عندهم".
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهابيض طائر
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فخرج حسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، فعثر، فسقط على وجهه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر يريده، فأخذه الناس، فأتوه به فقال: " قاتل الله الشيطان، إن الولد فتنة، والله: ما علمت أني نزلت من المنبر حتى أوتيت به".
وروى ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل منزلا فأخذ رجل بيض حمرة، فجاءت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: "أيكم فجع هذه في بيضها؟".
فقال رجل: أنا يا رسول الله أخذت بيضها، فقال: "اردده، رحمة لها".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقصر سورتين في القرآن.
فلما قضى الصلاة، قال له أبو سعيد:صليت صلاة ما رأيتك صليت مثلها قط، قال: " أنا سمعت بكاء الصبي خلفي وترصف النساء، أردت أن تفرغ له أمه".