تختلف البيوت، لاشك، فهناك البيوت التي تسمع علو صوت أصحابها من بعيد، ويعتاد الناس على ذلك، حيث لا ينتهون من مشاكلهم وصوتهم العالي أبدًا، وهناك البيت الهادئ، الذي يتمنى الناس كلهم لو كانوا من أهله، فأي البيوت بيتك؟
هنا قف واسأل نفسك، هل بيتك من ضمن هذه البيوت، التي يتمنى الناس الانتماء إليها، أم من الأخرى التي يهرب منها الناس؟، فإذا كنت من أهل البيت الأول، فاعلم أنه بيت يذكر الله اسم الله لاشك، أما الثاني فمؤكد بعيد كل البعد عن ذكر الله.
وكان سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، يقول : «البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة ، وخرجت منه الشياطين ، والبيت الذي لم يتل فيه كتاب الله ضاق بأهله ، وقل خيره وتنكبت عنه الملائكة وحضره الشياطين ».
أفضل البيوت
بالأساس إصلاح البيوت، مسئولية الرجل، فإذا كان رب البيت بالدف ضاربًا، فشيمة أهل البيت الرقص، أما إذا كان رب البيت، يقف بين يدي الله يرجوه، فمؤكد شيمة أهل البيت على الدرب، ومن فإن إصلاح البيوت أمانة في عنق كل مسلم ومسلمة، يريدان رضا الله بتربية ذرية صالحة تساهم في بناء المجتمع المسلم
يقول تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ » (التحريم: 6).
وكل ذلك إنما يأتي بغرس العقيدة الصحيحة في قلوب أفراد الأسرة، وتحذيرهم من الشرك بأنواعه، كما قال تعالى عن نبي الله إبراهيم عليه السلام: « وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَام » (إبراهيم: 35).
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟الصلاة أساس ثبات البيوت
لاشك أن أي بيت تغيب عنه الصلاة فقد خسر كثيرًا، بينما في المقابل البيت الذي يحيا بالصلاة، حفته الملائكة.
لذا من أهم واجبات رب الأسرة، أن يحث أفراد أسرته على الصلاة وإتيانها في أوقاتها، كما قال تعالى: « وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا » (طه: 132)، كما قال تعالى عن نبي الله إسماعيل عليه السلام: « وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا » (مريم:55).
والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان يحث الآباء على الاهتمام بتعلم أبنائهم الصلاة، فقال عليه الصلاة والسلام: «مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرقوا بينهم في المضاجع».
إذن بهذه الطرق والوسائل تختار أين يكن بيتك، مع أهل اليقين في الله والهدوء والسكينة، أم الآخرين؟.. الأمر بيدك.