البعض قد يجتهد في العبادة في شهر رمضان بشكل كبير، فيختم القرآن الكريم قراءة وتلاوة عدة مرات خلال الشهر، وقد يصلي 20 ركعة وأكثر في قيام الليل يوميًا ، وقد يخرج من الصدقات الكثير، ويقوم بعمل أوراد من ذكر الله آلاف المرات، ولكن قد تأتيه لحظة يعجب بعمله وينظر إليه نظرة استكثار رغم أنه لا يعلم هل قبل الله عمله أم لا، وهنا يكون الخسران المبين ، ويكون قد فتح المسلم لنفسه بابًا لإحباط عمله عند الله عز وجل، فيضيع العمل الصالح ولا يكون له أجر ولا ثواب ويصبح هباءًا منثورًا.
فمن صفات الصالحين أهل السبق و السرور في الآخرة أنهم يفعلون الخير و يعملون الصالحات مع الخوف ألا يتقبل منهم لعلمهم بمقام الله و ما يستحقه من عبادة و علمهم بتقصير البشر عن وفاء الله حقه و شكره على نعمه وآلائه التي لا تعد ولا تحصى, كما من رحمة الله تعالى عليهم و على العباد عدم تكليفهم بما هو فوق الاستطاعة , و يوم الوقوف بين يديه ستتحقق العدالة لا محالة و لا يظلم ربك أحداً .
والمسلم مهما قدم من طاعات لربه ومهما عمل من أعمال صالحة يظل يخشى الله عز وجل ولا يشعر بالأمان من غضبه وعذابه، ويشفق على نفسه من لقاء ربه، ويمتثل صفة هؤلاء المؤمنين الخاشعين المتقين الذين قال الله عز وجل فيهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) الآية 60 - سورة المؤمنون.
وفي كتب التفسير أيضَا: حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : ( يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) قال : يعطون ما أعطوا وينفقون ما أنفقوا ويتصدقون بما تصدقوا وقلوبهم وجلة ; اتقاء لسخط الله والنار . وعلى هذه القراءة ، أعني على ( والذين يؤتون ما آتوا ) قرأة الأمصار ، وبه رسوم مصاحفهم وبه نقرأ ; لإجماع الحجة من القراء عليه ، ووفاقه خط مصاحف المسلمين .
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهااقرأ أيضا:
10 أعمال تعادل ثوابها الحج والعمرة للعاجزين عن زيارة بيت الله الحرام