شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، جدلاً واسعًا خلال الفترة الأخيرة، بعدما أعلنت البلوجر، وإحدى مشاهير السوشيال ميديا "نعمة حسنين" زواجها كزوجة ثانية، واعترافها بأنها تعيش مع زوجها وزوجته الأولى وأبنائهما في نفس المنزل وبموافقة الزوجة الأولى.
زاد من الجدل ما كتبت الزوجة الأولى عبر صفحتها على "فيس بوك": "أنا راضية انتوا مالكوا والشرع محللة أربعة وأحسن ما يعمل حاجة حرام من ورايا وأنا ونعمة صحاب وعايشين كلنا عيلة مع بعض".
تعتبر نعمة حسنين صاحبة ال24 عامًا من أشهر بلوجر الانستجرام، وبدأت مشوارها منذ أكثر من 3 سنوات على تطبيقات الفيديو، بداية من الميوزكلي وبعدها التيك توك، ولها فيديوهات دعوية دينية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتكاثرت الروايات ما بين أن نعمة وأسماء الزوجة الأولى صديقتين وأن الأولى خطفت زوج الأخيرة بعدما أمنت لها وفتحت لها بيتها، وما بين أن نعمة لم تكن تعرف أسماء من قبل ولكنهما أصبحتا صديقتين بعد طرح فكرة الزواج.
في حين أنه تم التقاط بعض التعليقات لها على إحدى جروبات الفتيات توضح أن "نعمة" كانت صديقتها بالفعل وتزوجت زوجها.
قامت "نعمة" بعمل جلسة تصوير، لتكون خير رد على كل الانتقادات التي وجهت لها، وأنها " خرابة بيوت" كما وصفها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لتعبر عن التكاتف الأسري وحب الزوج العادل لزوجتيه، ومدى توافق الزوجتين وحبهما لبعض وتفهمهما للوضع.
وتنوعت تعليقات الهجوم على نعمة حسنين ومن التغريدات التي هاجمتها "ازاي تاخدي جوز صاحبتك.. مالقتيش إلا جوز صاحبتك.. انتي بتشجعي البنات يتجوزوا رجالة متجوزة" لترد نعمة حسنين: "مخطفتوش.. النصيب جمعنا".
وقالت "دينا. ي": "نعمه حسنين بلوجر مشهورة علي الانستا كل فيديوهاتها عن الطيبة والصحوبية والجدعنة وازاي تبقي سالك ونضيف وشوية كلام كبير كدا دا كله انا معنديش مشكله فيه اتجوزت من اسبوع تقريبا ونزلت صورها هي وجوزها طلع مين بقا؟ جوز صاحبتها القريبة، كلام الزوجة الأولى صدمتني وأنها كانت مأمنه ليها وتعتبرها صديقتها".
وقالت "بسمة. ن": "أنا مصدومة جدًا، ولكن قصة نعمة وزواجها من زوج صديقتها يؤكد أنه لا يمكن إعطاء الأمان لأي صديقة وفتح البيت لها، واعتبارها أخت فهذا كلام ليس له أي مجال من الصحة، متعرفيش عنك أي حد كل حاجه تفاصيل حياتك علشان في الآخر محدش هيعيط غيرك أنت صدقيني".
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟هذه الحالة الجدلية جعلت البعض يتساءل أسئلة غير منطقية مثلما فعلت "نانا.ا" عبر صفحتها على "فيسبوك": "لو إحنا ستات والشرع محللنا 4 كنت ستتزوجي عليه ولا لأ؟"، وكان الرد ما بين نعم من باب الأذية فقط، وأخريات يرون أنه لا يجوز وأن الحياة الزوجية تحتاج مزيد من الحب والأمان والاستقرار والراحة وليس التعب والغيرة والخوف من الفقدان.
ووسط كل هذه الانتقادات والجدل وما بين مؤيد ومعارض، سواء من النساء أو الرجال، كان هناك رد فعل مضحك ومحزن في نفس الوقت فكتب "كريم .ه" على صفحته الشخصية على "فيس بوك": "يا استاذ انت اتجوزت مرة وربنا كرمك من فضله واتجوزت تاني ومراتك الأولانية مبسوطة والتانية سعيدة وانت فرحان وكلكم مبسوطين وألف مبروك والله مبسوطلك ويابا أحلى تعدد عليك، ليه بقى أنا مراتي تصحى تشوف البوستات دي وتمسك في خناقي وتقولي أنت لو فكرت تعمل كدا هشنقك.. أنا مالي ياعم أسمع كلمتين بسببك ليه وأنا قاعد فحالي بلعب فيفا وكل طموحي المغرب يأذن عشان أفطر".
المنشور في مجملة فكاهي ولاقي إعجاب الكثير ولكنه مضمونه محزن، فهناك الكثير مثل زوجة كريم ممن شعرن بمزيد من الخوف على أزواجهن خاصة من صديقاتهن، وانعكس ذلك على علاقتهن بأزواجهن وتحذيرهم من مجرد الفكرة في الزواج بأخرى.
الطبيعة الأنثوية تحتم عدم قبول فكرة أن الزوج يكون لأنثى أخرى، وعلى الرغم من الغيرة ومشاعر الغضب التي تكنها الأنثى في حالة زواج الزوج بأخرى، إلا أنه على الأغلب الوضع يكون مختلفًا بالنسبة للزوج الثانية والتي تكون قابلة الفكرة وراضية كل الرضا بالأمر، حيث أنها تكون علي علم بأن الزوج متزوج مسبقًا.
يرجع الأمر لأن الأنثى بطبعها تحب فكرة أن تكون مميزة ومفضلة، وفكرة أن الرجل يختارها ويفضلها على أخرى ويري فيها ما لا يراه في زوجته الأولى قد يرضي غرورها ويجعل البعض يوافق على الأمر، ولكن هل تقبل الزوجة الثانية بأن يتزوج زوجها للمرة الثالثة؟
على الأغلب تكون الإجابة لا، كما أوضحت "ندى. أ": " كنت أعلم جيدًا أن مديري في العمل متزوج ويحب زوجته، ولكني أحببته كثيرًا لأنه كان يعوضني عن حرماني من والدي، وبعد فترة وقعنا في الحب، وكان بالضرورة الزواج، وقفت أمام اعتراض أهلي بسبب فارق السن الكبير وزواجه، ولكني تمسكت به وهو تمسك بي بالرغم من زواجه وبيته والآن أعيش معه أسعد أيام حياتي وإذا عادت الأيام سأفعلها ثانية، أما بالنسبة لقبولي بزواجه من أخرى فأكيد لا أنا أحبه كثيرًا، وإذا لم يكن متزوجًا لم أكن أوافق نهائيًا أن تشاركني في حبه أخرى".
تقول "هالة.ع": "فوجئت في يوم برسالة على فيسبوك تحديدًا في الفجر من صديقة لي من أيام الجامعة، الوقت كان مقلقًا جدًا ولكني تجاوبت معها وسألتها عن حالها وحال أولادها، وبعدها كانت الصدمة، فكانت تحدثني لتعرض علي الزواج من زوجها ونعيش جميعًا سويًا حياة هادئة، فهي تعرف جيدًا إنني أحب أسمه كثيرًا وطالما تمنيت أن أتزوج من شخص يحمل هذا الاسم، ولكني رفضت رفضًا شديدًا وحاولت إقناعها بأن هذا الأمر ليس جيدًا، وليس في صالحها، وأنه كيف يمكنها الحياة مع شخص يحب غيرها وستشعر بالغيرة، لكنها أخبرتني أنها ستتغلب على كل هذه المشاعر في سبيل الجنة ورضا زوجها الذي تحبه كثيرًا وحاولت إقناعي بقراءة بعض الكتب عن التعدد ولكني أغلقت معها الموضوع نهائي".
بفضل التطور وانتشار ثقافة المتابعين "الانفلورز"، وسهول الوصول لعدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل التأثير على عدد كبير من هؤلاء الرواد، فالبعض يرى في من يتابعه المثال والقدوة ويسير على نهجه دون وعي أو تفكير.
وهو ما نشهده من الكثير خاصة من المراهقين والمراهقات ممن يتابعون البلوجرز ومشاهير السوشيال ميديا، لذا يجب عدم الانصياع وراء كل ما يقولونه.
وعلى الرغم من أن الشرع حلل الزواج والتعدد، إلا أنه يُرفض تمامًا فكرة تعمد خيانة الأمانة أو كسر قلوب الناس تعمدًا، خاصة وأن المضمون الذي تقدمه "نعمة حسنين" لا يتوافق مع حقيقة قصة زواجها من زوج صديقتها.
تقول "آية. ب": "طلب مني زوجي بالفعل أن أبحث له عن زوجة أخرى، فهو شخص متدين جدًا ويريد أن يطبق شرع الله وواجبي أن أساعده علي ذلك، طبيعي شعرت بالغيرة عليه وخفت أن أفقده، لذلك طلبت من أحدى صديقاتي أن تتزوجه ونعيش معًا حياة جميلة، على الأقل أعرفها ولن أكرهها، لذا أفضل الصديقة أكثر من الغريبة".
تقول "أسماء.ع": "كان أحد جيراني متزوج اثننتين تعيشان معًا وضحكاتهم دائمًا مسموعة، وكنت أظن أن هذه السيدة الصغيرة ما هي إلا ابنتهما ولكنني فوجئت أنها زوجته الثانية وقتها شعرت بمدى قوة وحب الزوجة الأولى، وقدرتها كثيرًا فكنت أستعجب منها ومن قدرتها وأنها كيف لها أن تتقبل هذا الوضع بصدر رحب وتربي له أولاده أيضًا، ولكن في الأول وفي الآخر ترجع لقدرته على التوفيق والعدل بينهما".
الشرع يحلل بزواج الرجل بزوجة ثانية، لكن المرأة تستاء نتيجة لعدم استيعابها تصرفات زوجها في البداية وتغيره، خاصة إذا أصبح يتصرف بجفاء فتشعر المرأة بمشاعر حزينة وسيئة وأن زوجها زهدها ولم تعد مرغوبة.
وينصح خبراء العلاقات الزوجية، بضرورة التصرف بذكاء وتجنب التعجل في طلب الطلاق.
ويجب على الزوجة الأولى عدم الضغط على الزوج لتطليق الأخرى لأن هذا الأمر لا يجوز شرعا نظرًا للحديث الشريف (لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها)، فليس من حق الزوجة خراب حياة الأخرى لأنها ليس لها أي ذنب تحاسب عليه، فالزوج هو من أقدم على هذه الخطوة طائعًا مختارًا وحرص الزوج على استمرار هذه الحياة والإبقاء على زوجتين فى حياته.
هل يجب إخبار الزوجة الأولى بالزواج بثانية؟
شرعًا يجب إخبار الزوجة الأولى عندما يقرر الزوج الزواج من أخرى أن يبلغ زوجته حتى يتسنى لهذه الزوجة الاختيار بين استكمال حياتها مع هذا الزوج أو لا وتجنبا للمشاكل، نظرًا لأن هذا هو شرع الله وحلال الله وليس من العيب أو الحرام اللجوء إليه.