أخبار

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

ماذا فعلت بك ليلتك السوداء وبماذا نفع قرينها؟.. انظر وقارن واعرف الخير الحقيقي

"وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم".. للمؤمن حرمته فما بالك إن كان ذلك في حق رسول الله؟ (الشعراوي)

دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماء

هل أنت عاقل؟.. 4 صفات فتش عنها في نفسك

أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟

أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟

من وحي الصدفة..هذا هو الكرم الحقيقي الذي يجبر الله به كسرك

بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 01 نوفمبر 2024 - 09:59 ص

كان أبو سفيان بن الحارث بن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد وأقرب أصحابه قبل النبوة، وكان وثيق الصلة بالنبي، فلقد ولدا في زمن متقارب ونشأة في أسرة واحدة، فأبوه الحارث ينحدر من صلب عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم وكان أخًا للنبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعة فقد غذتهما السيدة حليمة السعدية وكان صديقًا له قبل النبوة وأشد الناس شبهًا به.

إلا أن العناد يورث الكفر والعداوة، إذ ما كاد النبي صلى الله عليه وسلم يظهر دعوته وينذر عشيرته حتى شبت نار الضغينة في نفس أبو سفيان فتحولت الصداقة إلى عداوة والرحم إلى قطيعة والأخوة إلى صد وإعراض، فقام أبو سفيان يوم صدع النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة ووضع سنانه ولسانه في محاربة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو سفيان بن الحارث وقتها من أشجع فرسان قريش وشاعرًا من أعلى شعرائهم كعبًا، فجند طاقته كلها لنكاية بالإسلام والمسلمين فما خاضت قريشًا حربًا ضد النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان هو موقدها .

 

كيف أسلام أبوسفيان بن الحارث؟

أثناء فتح مكة جاء أبو سفيان بن الحارث إلى زوجته وأولاده وقال لهم تهيئوا للخروج من مكة فقد أوشك وصول محمد وإني لمقتول لا محالة لو أدركني المسلمون فقالوا له أما آن لك أن تبصر أن العرب والعجم قد دانت لمحمد صلى الله عليه وسلم بالطاعة واعتنقت دينه وأنت مازلت تصر على عداوته وكنت أولى الناس بتأيده ونصره ، وظلوا يرغبونه في الدين حتى شرح الله تعالى صدره للإسلام فقام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان حينها في الأبواء بين مكة والمدينة فجلس أمام موكبه .

وبينما هو كذلك إذ طلع الرسول صلى الله عليه وسلم في موكبه فتصدى له ووقف تلقائه فما إن ملئ النبي صلى الله عليه وسلم عينه منه أعرض عنه إلى الناحية الأخرى فتحول لناحية وجهه صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى ولكن المسلمين حينما رأوا إعراض رسول الله عنه تجهموا له وأعرضوا عنه جميعًا وقال له أحد الأنصار يا عدو الله أنت الذي كنت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغت في عداوته مشارق الأرض ومغاربها، وعندما وجد ألا مغيث له وألا ناصر له ذهب إلى عمه العباس .

وقال له يا عم قد كنت أرجو أن يفرح رسول الله بي لقرابتي منه وقد كان في ما تعلم فكلمه في حتى يرضى عني، فقال لا والله لا أكلمه كلمة أبدًا بعد ما رأيت من إعراضه عنك إلا إن سنحت فرصة فإني أجل رسول الله وأهابه.

 فقال له يا عم إلى من تكلني فقال العباس رضي الله عنه ليس لك عندي إلا ما سمعت ثم رجع إلى عمه العباس مرة أخرى وقال إن كنت لا تستطيع أن تستعطف قلب رسول الله فكف عني هذا الرجل الذي يشتمني ويغري الناس بشتمي فقال له صفه لي فوصفه فقال هذا نعمان بن الحارث النجاري، فأرسل إليه وقال إن أبو سفيان بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وإن يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساخط عليه اليوم فسيرضى عنه يومًا ، فكف عنه حتى كف عنه.

ولما يأس أبو سفيان وأشتد عليه الأمر وضاق، قال : والله ليرضى عني رسول الله أو لأخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن هائمين على وجهينا في الأرض حتى نموت جوعًا وعطشًا ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق له .

 يوم حنين :

ولما كان يوم حنين جمعت العرب لحرب النبي صلى الله عليه وسلم وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم للقائهم في جموع من أصحابه فخرج معه، ولما رأى جموع المشركين الكبيرة قال أبو سفيان بن الحارث: "ولله لأكفرن عن كل ما سلف مني من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليرين النبي من أثري ما يرضي الله ويرضيه".

ولما التقى الجمعان اشتد وطأة المشركين على المسلمين فدب فيهم الوهن وجعل الناس يتفرقون عن النبي صلى الله عليه وسلم وكادت تحل بالمسلمين الهزيمة المنكرة .

فإذا بالرسول يثبت في قلب المعركة على بغلته الشهباء ويجاهد عن نفسه وعندها وثب أبو سفيان عن فرسه وكان يريد الموت دون رسول الله وأخذ عمه العباس بلجام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم ووقف جانبه وأخذ أبو سفيان مكانه من الجانب الأخر وفي يمنه سيفه يدافع به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشماله كانت ممسكة بركاب النبي صلى الله عليه وسلم .

فلما وجد النبي حسن بلائه فقال لعمه العباس من هذا فقال له هذا أخوك وابن عمك أبو سفيان بن الحارث فارضى عنه يا رسول الله .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد فعلت وغفر الله له كل عداوة عداني بها، ففرح أبو سفيان بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل قدم النبي في الركاب ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم أخي فعمري تقدم فضارب فحمل على المشركين حملة بعدتهم عن مواضعهم وحمل معه المسلمون حتى فرقوهم في كل وجه .

وسعد أبو سفيان بعفو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرفع بصره في وجهه أبدا حياء منه وخجلًا، وانكب على القرآن الكريم ليل نهار يتلوا آياته ويتفقه في الدين وأعرض عن الدنيا وأقبل على الله تعالى بكل جارحة من جوارحه حتى أن الرسول صلة الله عليه وسلم رأه يدخل المسجد فقال للسيدة عائشة رضي الله عنها أتدرين من هذا فقالت لا يا رسول الله فقال إنه ابن عمي أبو سفيان بن الحارث أنه أول من يدخل المسجد وأخر من يخرج منه، ولما توفى النبي صلى الله عليه وسلم حزن عليه أبو سفيان ورثاه بقصيدة وقال :

 

لقد عظمت مصيبتنا وجلت … عشية قيل قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا مما عراها … تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا … يروح به ويغدو جبرئيل

وذاك أحق ما سالت عليه … نفوس الناس أو كربت تسيل

 

وفاته :

توفي أبو سفيان بن الحارث في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحينما أحس أبو سفيان بدنو أجله فحفر لنفسه قبرًا بيده ولم يمضي غير ثلاثة أيام حتى حضرته الوفاة فالتفت لزوجته وأولاده وأهله لا تبكوا عليه فولله ما تعلقت بخطئة منذ أن أسلمت ثم فاضت روحه.

اقرأ أيضا:

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها



الكلمات المفتاحية

سيرة النبي أبو سفيان بن الحارث سيرةالصحابة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كان أبو سفيان بن الحارث بن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد وأقرب أصحابه قبل النبوة، وكان وثيق الصلة بالنبي، فلقد ولدا في زمن متقارب ونشأة في