مطلقة ولا أنجب، وسأتزوج رجل مطلق وابنته تقيم معه.
مشاعري متضاربة ما بين الفرح بالزيجة وأنني سيصبح عندي زوج ويمكنني الشعور بالأمومة مع البنت، والخوف من ألا أوفق في التجربة، فما الحل؟
رامية- الاردن
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي، الخوف من تجربة جديدة، مجهولة، حقك.
التجربة المجهولة، الجديدة، هذه ، طالما شوهت صورتها الدراما والسينما، ومارسته بعض الشخصيات على أرض الواقع بشكل سيء بالفعل، مع أن الأمر من الممكن ألا يكون كذلك البتة.
سؤالك جيد يشير إلى شخصية سوية تريد العيش في سلام نفسي، وبيئة مستقرة، لذا لابد أن تكوني أيضًا واقعية، فقد تجدين بعض المقاومة من طفلة زوجك، ولكن هذا الأمر سيكون طبيعي، ومؤقت، سيزول بمرور الوقت والمعاملة الطيبة والحنونة منك.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟حاولي التعرف على سمات شخصية الطفلة من زوجك، وطباعها، وما تحب، وما تكره، خاصة فيما يخص الطعام والشراب والملابس، الألوان، الحيوانات، الألعاب، أي الاحتياجات المادية التي يهتم بها الطفل غالبًا، وابدئي بشراء هدايا مما تحبه، فأنت من ستصنعين العلاقة وعليك تقع المسئولية في ذلك لأنها ما زالت طفلة.
بالطبع لن تحلي يا عزيزتي محل والدتها، فلا أحد يمكن أن يحل محل الأم، ولابد أن تشعريها باحترامك لذلك، لكنك ستكونين أمًا ثانية، بمعنى، أنك ستبذلين بعض هذا الجهد الأمومي ولكن الهدف ليس أن تكره أمها أو تنساها.
زوجة الأب ليس من مهامها المعاقبة على الخطأ مثلًا، وإنما هي مهمة الأب، فلا تتورطي في معاقبتها على خطأ، أنت فقط ستقومن بالرعاية، وبمشاركة الأب، ومراعاة مشاعرها لفقدها رعايتها أمها، وبالحنان والصبر وتفهم سمات مرحلة الطفولة ستنجحين في أن تكون علاقاتك بها طيبة وهذا هو الهدف.
لم تذكري يا عزيزتي عمر طفلة زوجك، فلكل مرحلة عمرية طريقة معاملة، فلابد أن تقرأي في ذلك وثقفي نفسك.
فلو أن عمرها فوق التسع سنوات فيمكن أن تتشارك أحيانًا معك في تنظيم البيت، مثلًا، كما تساعد البنت والدتها، ومن مهامك أيضًا مساعدتها على تنظيم وقتها، وتعليمها كيف ترتب غرفتها مثلًا، كما ستكون هناك أوقاتًا للتنزه، والتسلية، واللعب، إلخ .
سيكون من مهامك أيضًا تمريضها لو مرضت لا قدر الله، ربما مساعدتها في حل واجباتها المدرسية، وكل ذلك ستفعلينه كواجب انساني واجتماعي ونفسي فأنت فرد لصيق بها بواسطة الزوج الذي هو الأب، وستعيشين معها في بيت واحد، وتتابعين كل تفاصيل حياتها داخل هذا البيت.
الاحترام المتبادل، الحب المتبادل، الاهتمام المتبادل، العطاء المتبادل، كل ذلك ستفعلينه أنت أولًا لأنك الأنضج والأكبر، ثم ستحصدين ثمار ذلك إن آجلًا أو عاجلًا بالمثل إن شاء الله.
لابد أن تحترمي أيضًا أنه سيكون لها خصوصيات ومع والدها ووالدتها ، وربما أوقاتًا لذلك، وهي أيضًا تحترم خصوصيتك مع والدها، وأوقاتكم معًا، وهذا كله يحتاج إلى جلسة مع الأب واتفاقات على ذلك.
أعرف أن مهمتك صعبة، ولكنها ليست مخيفة، ولا مستحيلة، فمادمت موافقة على هذا الوضع – أي أن تتزوجي شخص لديه طفلة – فلابد أن تبذلي بعض الجهد، وأنت راضية، غير مجبرة، وأنت مقتنعة ولست مغيبة أو مضطرة، وأعتقد أن حسن أخلاقك سيساعدك كثيرًا في ذلك.
كما تحدثت معك " المشاعر " كالحب، والثقة، والقبول، ستحتاج وقتًا، ولكن " الإحترام " لا يحتاج لذلك، وهو واجب ولازم وضروري للعلاقة، وهو متبادل، فلا تتنازلي عن ذلك.
وبعد كل هذا هل من " الواجب "، " المفترض "، " الطبيعي " أن يحدث نجاحك الباهر كزوجة أب، الإنسجام الرائع، إلخ ؟!
والإجابة ببساطة هي: " نعم " أو" لا " ، لابد من توقع كل النتائج الممكنة، بمعنى أن هذا قد يحدث وقد لا يحدث، فكل التوقعات واردة، والمهم أن تكوني " أنت " راضية عن ذاتك، وأنك فعلت ما ينبغي، فأنت في عملية " استثمارية " للمشاعر كما المال، مكسب وخسارة .
من الواقعية أيضًا أن تجدي " مقاومة "، من أبناء زوجك، تختلف من طفل لآخر، وأن تتفهمي ذلك، فلا تبني على مقاومتهم للعلاقة معك مشاعر أو تصرفات معينة، بل دعي الأمر لقدر طويل من الوقت، والصبر، والجهد، والتجربة، وتفاءلي خيرًا.
اقرأ أيضا:
4 أسباب تجعلنا نكرر تجاربنا المؤلمة اقرأ أيضا:
أميل عاطفيًا للفتيات من جنسي دون الشباب وأعلم أنه حرام.. فما الحل؟