أنا فتاة متخرجة منذ عام من الجامعة وأعمل منذ أن كنت في السنة الثانية مع الدراسة وأساعد أسرتي.
ومشكلتي أن أسرتي " والدي ووالدتي وإخوتي" لا يوجد من جهتهم اهتمام ولا حوار ولا شيء، ووصل الأمر لمشاجرة كبيرة بيني وبين أختي الكبيرة، مع أنها لا تعمل وكنت أساعدها وقت عملي بما تحتاج إليه، وعندما حاولت مصالحتها فيما بعد كسرت قلبي ورفضت، وصدتني.
أنا أشعر أنني ليس لي أحد في الدنيا يهتم بأمري وأحكي معه همومي، فاتخذت قرار بالتوقف عن العمل من قبل وباء كورونا، وندمت الآن، وألوم نفسي لأني فعلت هذا الأمر وأنني لم استخير الله، فأنا عندي وقت فراغ كبير، ومحتاجة للمال، ولا أحد معي، أنا غير واثقة في نفسي، وتعبت من الحياة، ما الحل؟
منى- مصر
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي، أقدر مشاعرك وأتفهم أسباب تعبك ومعاناتك ، وأحييك لأنك من ذوات الهمة، نعم، أنت كذلك، فكثيرات في مثل سنك لا يتحركن ولا يبحثن عن عمل بينما أنت تحركت وبدأت مبكرًا، فكيف تصفين نفسك بأنك غير واثقة في نفسك؟!
إن الخطأ في اتخاذنا للقرارات أمر وارد وكثير الحدوث وطبيعي يا عزيزتي، ولا يعني اتخاذك لقرار ثم تبين خطؤه فيما بعد ألا تثقي في نفسك أبدًا، بل على العكس تذكري أنك "اتخذت قرار" فهذا الفعل لا يقوم به من ليس لديه ثقة في نفسه، بل يكون مترددًا، تائهًا، متعطلًا، وكل ما عليك هو التعلم من الخطأ وفقط، والتوقف فورًا عن الندم ولوم النفس والشعور بالذنب فهذا هو القاصمة، نعم هذه المشاعر ستقصم ارادتك، وتعوق حركتك، وتشل تفكيرك.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
4 أسباب تجعلنا نكرر تجاربنا المؤلمةوسعي يا عزيزتي دائرة معارفك، أين الأصدقاء في حياتك، أين هواياتك، ابحثي عما تحبين فعله، انشغلي بتطوير نفسك، ومهاراتك، واعلمي أن "المعاناة " جزء أصيل من الحياة الدنيا، فقوي نفسك لمواجهة هذه المتاعب والمعاناة.
أقدر معاناتك واحتياجك للمال، ولكن أزمة كورونا هذه يا عزيزتي مؤقتة، وطارئة، فاستبشري خيرًا، ستزول، بإذن الله، وحوله وقوته، وستعود الحياة، وتعودين لعملك، ويمكنك التفكير الآن بالبحث عن عمل يمكنك الالتحاق به عبر الانترنت مثلًا، ابحثي عما تحبينه وتتوافر فيه فرص الآن، لابد لك من شغل وقتك بما تحبينه، ويسليك، يمتعك، يخرجك من مشاعر سلبية، يوفر لك دخل ولو بسيط، فقط توكلي على الله وابحثي كثيرًا ولا تحبطي.لا تضيقي واسعًا يا عزيزتي، فالحياة، والعلاقات، لمن هو في مثل مرحلتك العمرية ليس " الأب والأم والأخوات" فحسب، وأتفهم قدر المعاناة التي يلاقيها من يعيش في ظل أجواء أسرية مفككة، أو غير مترابطة، أو غير داعمة ومهتمة، والحل عندها أن تبحثي عن "البديل" الآمن، وأكرر أنت بحاجة لبديل آمن، وليس مجرد بديل، وستجدين ذلك عبر مجموعات الدعم النفسي، ابحثي عنها فهي متوافره عبر الانترنت، اختارى الأنسب منها لك، وتواصلي مع "الميسر" أو "المرشد النفسي" لهذه المجموعات واطلبي الانضمام، وكذلك الأمر مع الأصدقاء، سيساعدك ذلك على عقد علاقة جيدة، صحية مع نفسك، تشعرك بالسعادة والاكتفاء وادارة حياتك سواء توافر لك من يهتم بك ويشبع احتياجاتك النفسية أم لا، ودمت بخير.