رصدت وحدة المتابعة التابعة لمركزالأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية جملة من المخالفات الشرعية والأخطاء والاستخدام السيئ لوسائل التَّواصل الاجتماعي، والتي تتنافي مع الذَّوق العام، والقِيم والمبادئ الأخلاقية التي نادت بها الشرائع السماوية مؤكدة أن من نِعم الله علينا أن يسَّر لنا وسائل التواصلالإلكترونية الحديثة؛ للاستفادة من خدماتها وتقنياتها أيما إفادة.
المركز أوضح في بيان له أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بكافة برامجها وتقنياتها المختلفة موردًا مهمًّامن مواردِ المعلومات والمعرفة لكلِّ فئات المجتمع، وضرورة من ضروريات الوقت، وأسلوبًا مهمًّا من أساليب التَّواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء،
وكذلك تعد وسائل التواصل الاجتماعي بحسب مركز الأزهر للفتوي الإليكترونية ووسيلة نقل وبحثٍ واتصال في مجال التَّعليم والبحث العلمي، بل قد دخلت هذه التقنيات الإلكترونية معظم المجالات، بما فيها الممارسات التجارية والمالية.
وحدة الرصد تابعة قائلة :وبما أنَّ معظم وسائل التواصل الاجتماعي بكافة برامجها وأنشطتها المختلفة، مثل: "فيسبوك – انستجرام – تويتر - تيك توك... إلخ" أصبحت ضرورة للتَّعامل بين الأفراد والمؤسسات؛ فلابد وأن تُقَيَّد بعدة ضوابط مهمة منها:
الضوابط التي وضعتها وحدة الرصد بمركز الأزهر للفتوي الإليكترونية تضمنت الاحترام التَّام للشعائر الدينية، وعدم استخدام هذه الوسائل مادة للسخرية والاستهزاء بالتعاليم والأركان الشرعية التي تستوجب غضب الله –عز وجل– وعذابه، قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" الحج: 32.
المركز شدد من خلال بيانه علي ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية، فإنَّ أحبَ عباد الله إلى الله –عز وجل- أحسنهم خُلقًا، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فَقَالَ: "تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ" سنن الترمذي.
أما القاعدة الثالثة التي يجب ان تضبط عمل وسائل التواصل الاجتماعي فتتمثل عدم التَّعدي على القوانين التي تقررها الدولة بشأن هذه الوسائل؛ قال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ..." النساء:59].
المركز شدد كذلك علي ضرورة عدم نشر الشائعات والخُرافات والأباطيل المنافية للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة،والقيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة، وعدم إطلاق الكلام دون تثبت وتحقق، أو رجوع لأهل الاختصاص؛ لأنَّه "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ""ق: 18"، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ" صحيح البخاري].
عدم الغلو في الدين، وعدم نشرالأفكار الهدَّامة التي تؤدي لافتراق الأمة وضعفها، والبعد عن نشر الفساد والتطرف في الدول والمجتمعات، من الضوابط التي وضعها المركز فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَأَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا..." صحيح البخاري.
وكانت شبكات التواصل الاجتماعي قد شهدت ضجة خلال الفترة الأخيرة بعد قيام جامعة القاهرة بإحالة طالبة للتحقيق والقاء الشرطة القبط عليها بتهمة الترويج لممارسات غير أخلاقية عبر وسيلة التواصل الاجتماعي "تيك توك " بشكل أثار غضب الرأي العام وحد بالبعض للمطالبة بوضع ضوابط لاستخدام هذه الشبكات بشكل منضبط .
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟