تزوجت وأنا صغيرة، وأنجبت طفلة، كان أبوها دائمًا مسافر، ولا نراه إلا مرتين في السنة، وفي هذه المرات كنا نقضي الوقت في الشجار والضرب .
حدث الطلاق وابنتي عمرها 6 سنوات، وعاشت ابنتي بعد الطلاق حالة الخطف من قبل والدها، ومشاكل كثيرة بيني وبينه، والآن أعيش مع ابنتي أجواء من الخوف أن يخطفها والدها مرة أخرى، وهو يفعل ذلك لقهري وكسري، ولا ينفق عليها.
كيف اجعل ابنتي تنسى ما حدث وتطمئن، أريد أن أكون أمًا مثالية لها، وأعوضها عاطفيًا ما عانته خاصة أنها كانت ترى أبوها وهو يضربني بشدة، ماذا أفعل؟
أرجو عدم ذكر الاسم- سوريا
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي الأم الحائرة، أقدر معاناتك، وفي البداية لابد أن أعلق على جملتك" أريد أن أكون أمًا مثالية"، فأرجو أن ترفقي بنفسك، فلا يوجد شيء اسمه "أمًا مثالية"، أو أبًا مثاليًا، أو ابنًا مثاليًا، لا يوجد مثالية يا عزيزتي، وليست مطلوبة، والسعي في شيء متوهم وغير مطلوب ارهاق للنفس وتفريغ للطاقة في غير محلها.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟ اقرأ أيضا:
4 أسباب تجعلنا نكرر تجاربنا المؤلمةكل ما هو مطلوب منك هو أن تقومي بدورك كأم فتشبعين احتياجات صغيرتك قدر استطاعتك، من الحب والقبول غير المشروط، والاهتمام، والرعاية، والحنان، والطمأنة والأمان.
لم تذكري شيئًا عن "العائلة" خاصتك، أين هم وما موقفهم ودعمهم لك من عدمه، وأين تقيمين، وماذا تعملين، ومن أين تنفقين على نفسك وابنتك، كل هذه تفاصيل مهمة تساعد على ايجاد الحل المناسب لك.
هناك شق
قانوني يمكنك وفقه حماية ابنتك من خطف والدها، ولا أدري لم لم تلجأي إليه، فالحضانة من حقك ما لم تتزوجي بحكم القانون، ولو تزوجت تنتقل لوالدتك، أختك، وهكذا، ومن ثم فالأب ملزم بالنفقة فقط، وحادثة الخطف يمكن الابلاغ عنها، وهناك ما يسمى "محضر عدم تعدي" يمكنك تحريره ضد الأب، كل هذه روادع بوسعك اتخاذها، مادام الأمر مستفحل هكذا، وعدائي من قبله، وأغلق الطريق أمام الحلول الودية معه، فيما يبدو من خلال رسالتك أن هناك "استضعاف" منه لك، واستغلال لعدم وجود رجل أو عائلة يخافها، ومن ثم تجاوز كل الحدود، وكسرها.
أما ابنتك يا عزيزتي، فمن يتعرض لعلاقة مؤذية يمكنه التعافي بوجود علاقة "شافية"، وهذا ممكن من خلال علاقتك بها، أن تطمئن إلى جوارك، وأن تتلقى منك اشباع احتياجاتها "النفسية"، هذا كفيل بكل شيء، مع الدعاء، والصلاة والاستعانة بالله، و"الشغل على نفسك"، بأن تكوني أنت في حالة استقرار واتزان "نفسي"، فالطفل يا عزيزتي مرآة لمن يتعامل معه، كلما كنت أنت بخير وعلاقتك بابنتك بخير، ستكون ابنتك بكل خير.
أنت الآن أم وأب ، افعلي وسعك في هذا، حاولي ايجاد شخص "ذكر" بديل للأب، كأخ لك، عم، خال، جد، لابد من شخص ، رجل، العلاقة معه "آمنة" حتى يقوم ولو بنذر يسير من صورة الأب، من حيث السؤال، والحنان، والسند، ودمت بخير.