لكل شيء إيجابيته وسلبياته، ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي يسري عليها ذلك، فهي وإن قربت المسافات بين الناس، لكنها تجاوزت حدود المسموح به في كثير من الأحيان.
حتى بات هناك من يكشف عن كل تفاصيل حياته لحظة بلحظة، فترى الأب أو الأم ترفع صور أبناءها كل يوم ولحظة بلحظة على "فيس بوك"، بل ويذهب البعض لحكي بعض من مواقف يومه، وينسى أن هناك عيون كثيرة تراقب، ومن بينها نفوس تحسد وتحقد، وتمتلئ غلاً وكرهًا، وربما تتمنى الشر والضرر ليل نهار لك وأنت لا تدري.
والحسد من الصفات المذمومة التي جاء الشرع بالنهي عنها، وقد أمر الله تعالى بالاستعاذة منه، فقال سبحانه: « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ » (الفلق: 1 - 5).
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟أنت سبب حسد أولادك
هل تدري أنك بهذا التصرف غير الواعي وغير المسئول، تتسبب في حسد أبنائك، فهناك من يتطلع لابن ولم يرزقه الله، وهناك محروم من ابن على خلق، وهناك وهناك.. حالات عديدة، قد تحمل بعض الحقد لك، حتى وإن كانت لا تعرفك فحاذر واحظر.
روى الترمذي في سننه من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه: أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم».
اتق الحسد
عزيزي المسلم، اتقي الحسد في كل تصرفاتك، فأنت لا تعلم أن هناك من يراقبك ويتابع أخبارك، ومن ثم يحسد ويحقد عليك دون أن تشعر.. قال تعالى: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا » (النساء: 54).
وما ذلك إلا لأن الحسد من أمقت الصفات، فقد روى ابن ماجه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد».