بعد أن اضطرت العديد من حكومات الدول إلى اتخاذ قرارات بحظر التجوال لمنع تفشي فيروس كورونا اللعين، ولزوم المواطنين منازلهم، شعر البعض بأن لديه وقت
فراغ كبير، نتيجة الجلوس في المنزل.
لكن السؤال: هل كانوا لا يشعرنون بالفراغ بالفعل، أم أنهم مصدومين من كم الفراغ الكبيرالآن؟!.. لأننا طوال الوقت نهرب بالشغل، بالزحمة، بالجلوس على المقاهي، بالتمارين ، بالتجمعات والسهر .. نهرب حتى لا نفكر في أوضاعنا أو قراراتنا أو نعيد حساباتنا .. فأسهل ما يمكن فعله الآن هو أن نبحث على منافذ أخرى للهرب.. من سوشيال ميديا .. إلى طعام .. إلى أفلام وهكذا..
اقرأ أيضا:
كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليهالظاهر والباطن
ظاهريًا نحن نتسلى، وربما نمزح حول أوضاعنا، لكن داخليًا لاشك نمر بأزمات كبيرة.. وربما لو استمر الوقت لأكثر من ذلك ربما ينهار البعض ويصل لمرحلة الاكتئاب واليأس.. إذن ما الحل وكيف تكون المواجهة للخروج بأقل الخسائر؟..
لابد أن نراجع أنفسنا جيدًا، ونستغل هذه الفترة للوقوف على الكثير من الأمور وتعديل قرارات، وضبط مواقف.. كما علينا أن نسأل أنفسنا، من ماذا نهرب، وإلى أين نهرب؟.. فإذا راجعنا ماضينا سنجد الكثير من الفشل أو السلبيات، سمها ما شئت، وهذه أمور تحتاج لإعادة ضبط وإعادة سعي للوصول لهدف محدد.. فهل أنت جاهز لذلك؟؟. إن لم تكن جاهزا عليك أن تستعد لأن القادم أكثر ضغطًا، سواء من حيث الوقت أو المجهود أو المال.
كيف تحمي نفسك من اليأس؟
وسط كل ذلك، كيف تحمي نفسك من اليأس والقهر والفشل، والانجرار نحو الهزيمة يومًا بعد يوم؟، أوتدري أنك لو منحت نفسك فرصة ساعتين فقط كل يوم، تقرأ كتاب أو ورد قرآن.. مع المزيد من التأمل لمعاني وآيات القرآن سواء عبر القراءة أو السماع - بالإضافة للعودة إلى ممارسة الأذكار - ورد ذِكر - سماع حلقات أو محاضرات ..
- رياضة لمدة نصف ساعة يوميًا.. حتى لو داخل المنزل، تتحرك تصنع شيء، تساعد في عمل شيء.. التفكير دائما بإيجابية يأتي بالإيجابية، والحركة تأتي بحركة، بينما الجلوس والقعود عن أي عمل لا يأتي إلا بكسل ومن ثم بيأس.
لا تنس صلاة الفجر في موعدها، وبالتأكيد إتيان الصلوات الخمس في أوقاتهم الصحيحة، وإن استطعت أن تساعد أحد من أقاربك أو جيرانك تعلم أن ظروفه المادية غير جيدة.. كل هذه أمور وتصرفات تأخذ بيدك إلى النجاح والخير فلا تتردد.. واعلم يقينًا أن كل ما يحدث إنما هي لحظات من عمرك .. وستنتهي يومًا لاشك .. قال تعالى: «فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا
وَنَرَاهُ قَرِيبًا ».