تسود حالة من التوتر والقلق بين الكثير من الناس، فمنهم من يمنع نفسه وأهله من الخروج من المنزل، ومنهم من يحاول جمع المستلزمات الطبية وتخزينها في المنزل تحسبًا لأي تطور جديد، ومنهم من يسعي لشراء الطعام والتزاحم على "السوبر ماركت" المختلفة خوفًا من نقص المواد الغذائية.
كل هذه الأفعال ليست بحل للأزمة، وكما يقال: كلما زاد الأمر عن حده انقلب لضده، فبسبب السلوكيات الخاطئة قد نستيقظ على أزمة جديدة وهي نقص المواد الغذائية والطبية بسبب تخزين البعض لها في المنازل ونكون سببًا في الضرر.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟لذا يجب مراعاة الله وتجنب المبالغة وشراء ما تحتاجه الأسرة فقط، وتجنب إشاعة الخوف والقلق بين الناس حتى نتخطى الأزمة بسلام.
تقول "منى. أ": "الخوف والقلق لا يفارقاني، زيادة الأعداد وحالات الإصابة التي نسمع عنها كل يوم، وحالات الوفيات يدمرني ويزيد خوفي على أسرتي وأهلي وأصحابي، الوضع أصبح سيئًا جدًا ونفسيًا دمرت، وانعكس ذلك على تعاملاتي مع أولادي نفسهم، ولكنه غصب عني فعلًا، أخاف الدخول في الاكتئاب، ووقتها سأموت منه بدلًا من الفيروس".
أما "يسرا. أ"، فتروي معاناتها في ظل أجواء الخوف التي تهيمن على الناس في هذه الأيام، قائلة: "أخذت فترة أول الحظر والحجر المنزلي مع أهلي أبي وأمي وشقيقتي وجدتي وأعمامي، ظنًا منهم أن هذا الأمر سيطمئنهم علي، خاصة أنني أسكن بعيدًا عنهم، ولكنني لم أتحمل هذا الوضع، فخوفي على أهلي أكبر بكثير من خوفي على نفسي، وأصبحت المشاعر السلبية تسيطر علي يوم بعد يوم حتى قررت العودة لمنزلي وزوجي، ومن وقتها ونفسيًا أفضل ولكني لم أتغلب على خوفي بشكل نهائي".
بينما تبدو "ياسمينا. ط"، أكثر تفهمًا للحالة النفسية التي يمر بها الجميع، لأن "الابتلاء هذه المرة صعب جدًا، لأنه صعب التخمين، من سيطول، ومتى سينتهي، السيناريوهات المحتملة صعبة جدًا، وبالتالي من الصعب التعامل على أنه أمر طبيعي أن يحدث ذلك والتعامل معه على أنه أزمة وستنتهي وسنعود كما كنا، كل الأخبار والتصريحات مخيفة أكثر منها مطمئنة، وبالتالي لا يمكننا لوم البعض عندما يقعون في فخ الاكتئاب والعزلة".
ويقول الدكتور معاذ الزمر، أخصائي الطب النفسي وتعديل السلوك، إن كل الناس بداخلها مشاكل وهموم وعقبات قاتلة أكثر من "
كورونا"، لكن الإنسان قادر على التصدي ومحاربة مثل هذه المشاكل، فالله عندما يبتلينا بشيء معين يعلم جيدًا أننا قادرون على تخطيه: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا".
ويوضح: الناس بدأت تتوتر وتقلق من كورونا ونسيت قول الله تعالى: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا"، احذروا حالة التوتر والخوف، فمن الممكن أن تموتوا بها أكثر من الكورونا.
واعلم عزيزي/ وعزيزتي أن الخوف والفزع لن يتصدي للكورونا، ولابد أن نكون على يقين وثقة في الله بأن الأزمة ستنتهي، ويجب الأخذ بالأسباب والاهتمام بالنظافة الشخصية والمنزل، لتجنب الإصابة بالفيروس لا قدر الله.
وعلى الآباء مراعاة الالتزام بالقرارات بمنع التجمعات، والبقاء في المنزل، لتفادي انتشار العدوى، إذ لا يمكن أخذ الأبناء والتنزه أو زيارة المولات وغيرها، فلابد مزيد من الحذر، والأخذ بالأسباب حتى تنتهي الأزمة سريعًا.