بعد ظهور فيروس كورونا المستجد الغامض وانتشاره في كل دول العالم تقريبًا وإصابته لمئات الآلاف من الناس ووفاة أكثر من 50 ألف بسببه حتى كتابة هذه السطور، أصبح كثير من الناس من مختلف الأديان والعقائد يتحدثون عن نهاية العالم و اقتراب يوم القيامة، وأنها ربما تكون على الأبواب وفي وقت قريب جدًا.. فهل فعلًا أصبح لا يفصلنا عن يوم القيامة إلا زمن قصير.لقد أخفى الله عز وجل موعد
يوم القيامة عن خلقه، بل وعن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، إلّا أنّه سبحانه وتعالي جعل بعض العلامات والأشراط التي تدُلّ على قُرب القيامة، قال -تعالى-: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)؛ لِحكم كثيرةٍ، منها: حثّ العباد على الاستعداد للقاء ربهم بالعمل الصالح والطاعات، وتجنّب الوقوع في المعاصي والمنهيات التي حذّر الله منها، إذ إنّ أعمال العبد لا يُعتدّ بها بحلول القيامة، ولذلك أيضًا أُخفي وقت موت الإنسان، قال الإمام الآلوسي -رحمه الله في ذلك: "وإنّما أخفى سبحانه أمر الساعة لاقتضاء الحكمة التشريعية ذلك؛ فإنه أدعى إلى الطاعة، وأزجر عن المعصية، كما أنّ إخفاء الأجل الخاص للإنسان كذلك، وتدل الآيات على أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يعلم وقت قيامها وإن كان قد علم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قربها على الإجمال، وأخبر به، ولذلك كان جديرًا بالإنسان الاستعداد ليوم القيامة بالخوف والخشية من الله -سبحانه-، واستشعار مراقبته لعباده في جميع أحوالهم.
اختلاف حول ترتيب العلامات الكبرى
وقد اختلفت الروايات والعلماء حول علامات الساعة الكبرى وترتيبها وأوّل هذه العلامات ظهوراً، فذهبت إحدى الروايات إلى أنّ ظهور
المسيح الدجال أول هذه العلامات ظهوراً، حيث قال القرطبي في كتابه التذكرة بأنّ أولى علامات الساعة الكبرى هي ظهور الدجال، وبعدها نزول عيسى عليه السلام، وبعدها ظهور
يأجوج ومأجوج، والرواية الثانية للمبار كفوري في شرحه للترمذي بأنّ أولى العلامات الكبرى ظهوراً هي الدخان، ومن ثم نزول الدجال، وبعدها نزول عيسى عليه السلام، وبعدها نزول يأجوج ومأجوج.
ويرجع اختلاف العلماء في ترتيب
علامات الساعة الكبرى إلى عدم ثبوت حديث نبوي يدل على ترتيبها، ولكنهم رتبوا بعض الأحداث عن طريق الاستنباط، حيث بيّنوا أن أول علامات الساعة الكبرى ظهوراً خروج المهدي المنتظر، ثم فتنة المسيح الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، وتكون العلامات الثلاث في نفس الزمن، والدليل على أن نزول عيسى -عليه السلام- في زمن المهدي، ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (فيَنْزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا، فيقول: لا، إن بَعضَكُم علَى بعضٍ أُمَراءُ، تَكرِمَةَ اللهِ هذه الأُمَّةَ)،فيصلي عيسى -عليه السلام- خلف المهدي.
علامات القيامة الصغرى وآخرها
و هناك أربع علامات صغرى للساعة ستظهر بعد ظهور الدخان(من علامات الساعة الكبرى)منها ذهاب الصالحين والرياح الطيبة التي تقبض أروح المؤمنين ثم رفع القرآن من الصدور والمصاحف؛ بسبب عدم وجود أحد سوى الكفار في ذلك الوقت وأخيرًا هدم الكعبة عن طريق رجل يسمى ذو السويقطين كما في الحديث الذي رواه الإمام البخاري، بحسب الشيخ محمود المصري.
وأضاف أن آخر علامة من علامات الساعة الصغرى وهي زوال الجبال من أماكنها، وأنها ستظهر بعد إحدى العلامات الكبرى(ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب)، مستشهدًا بقول الله تعالى: « وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)»النمل، وبقوله تعالى: « وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)»التكوير.
وقت قصير تستغرقه العلامات الكبرى
كما أن الوقت الذي ستستغرقه علامات الساعة الكبرى لن يكون طويلاً، مشيرًا إلى نزول نبي الله عيسى إلى الأرض وعمره 33 عامًا، ويقتل المسيح الدجال وأنه يأجوج ومأجوج سيهلكون في عهده.
وأوضح الشيخ محمود المصري، في فيديو بثته قناته الرسمية على يوتيوب، أن نبي الله عيسى سيموت بعد ذلك وعمره 40 عامًا، مفيدًا بأن بعد موت عيسى عليه السلام، ستظهر الشمس من المغرب وليس المشرق وحينها يتضاءل الخير ويكثر الشر ويعود الشرك بالله مرة أخرى ويختم على أعمال العباد فيظل المؤمن مؤمنًا ويظل الكافر كافرًا، كما في قول الله تعالى: «هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ(158)»الأنعام.
وأضاف أنه في اليوم ذاته ستظهر الدابة التي قال القرآن عنها: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)»النمل، مشيرًا إلى أحاديث أشراط الساعة العشرة، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك: نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم [رواه مسلم: 2901].
وأفاد بأن الدابة هي حيوان أعطاها الله القدرة على قراءة ما في قلوب العباد، لافتًا إلى ما صححه العلامة أحمد شاكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تخرج الدابة ومعها عصا موسى عليه السلام وخاتم سليمان عليه السلام فتخطم الكافر -أي أنف الكافر بالخاتم- وتجلو وجه المؤمن بالعصا حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم فيقول هذا: يا مؤمن ويقول هذا يا كافر» رواه أحمد والترمذي.
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهاأنه حينها يظهر كل على حقيقته حتى إن الرجل ليقول: إني اشتريت هذا الثوب من الكافر الذي عند أول الشارع، وأنه حينها ستصبح السجدة الواحدة في الصلاة أغلى مما في الأرض جميعًا بسبب أن الناس قد علموا أن القيامة قد اقتربت، بحسب قول الشيخ محمود المصري.
وتابع أن مما يدل على تتابع وقوع علامات الساعة ما صححه الإمام الألباني عن عبد الله بن عمر : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «الآيات خرزات منظومات في سلك ، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضًا».
اقرأ أيضا:
10 أعمال تعادل ثوابها الحج والعمرة للعاجزين عن زيارة بيت الله الحرام اقرأ أيضا:
احذر أن تكون من المفسدين وأنت لا تشعر