كتبت- ناهد إمام
"صدمة نفسية مجتمعية"، هذا ما وصف به الدكتور محمد طه أستاذ الطب النفسي، حالة العالم الآن بعد تفشي وباء فيروس كورونا، مؤكدًا أنها صدمة قد تتوارث من جيل إلى آخر، وأن أكبر أثر نفسي لهذه الصدمة هو الفزع والهلع المجتمعي، وهي صدمة ستؤدي إلى اظهار الأفراد والمجتمعات لأفضل ما لديهم ، كالوعي، والتعاون، والمسئولية، أو أسوأها كالجشع ، والاستغلال، والأنانية.
وقال أستاذ الطب النفسي بجامعة المنيا، أن أثر هذه الصدمة النفسية سيتوارث للأجيال القادمة التي لم تشهد ما يحدث الآن، مستدلًا بما حدث مع الجنود الأمريكان في الحرب الاهلية عام 1860 الذين تم أسرهم، وكيف عانى أولادهم وأحفادهم وعدة أجيال بعدهم ، حدث لهم بعض الأمراض والأعراض الجسمانية والنفسية لأن أجداداهم عاشوا ظروفًا صعبة.
وأشار إلى أن الدائرة المحمومة من الأخبار حول الحدث تحفز الاحساس بالخطر مما يترتب عليه أعراض جسمانية ونفسية، قال:" وهذه الدائرة المحمومة من الأخبار الآن حول كورونا أصبح لها مسمى في الطب النفسي، وهو "متلازمة قلق كورونا فيروس"، ولها 10 أعراض، وهي الخوف من العدوى، وخوف أن يكون الشخص نفسه معدي للآخرين، واضطرابات نوم، وأرق، وكوابيس، وتغير في نمط الأكل إما بالشراهة أو العكس، وتدهور الأمراض المزمنة كالضغط والسكر، وضعف المناعة، وزيادة استخدام التدخين وتعاطي الكحوليات، وتوهم المرض، مما يسبب ثقل على المنظومة الصحية".
وأضاف الدكتور محمد طه أستاذ الطب النفسي أن مراحل التغير خمسة، وهي تختص بالأزمات لتغييرها، ففي أزمة كورونا المرحلة الأولى هي مرحلة "الانكار"، وهي ما قبل الاعتراف بالأزمة، مشيرا إلى أن ايطاليا مكثت في هذه المرحلة كثيرًا فكان هناك تهوين من قبل وسائل الاعلام والجماهير، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي التشكك وعدم أخذ الاحتياطات، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي التحضير بوضع خطط للمواجهة، ثم الرابعة باتخاذ اجراءات وقائية حقيقية، وأخيرًا مرحلة الاستمرار في متابعة نتائج الاجراءات الوقائية.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟وتحدث أستاذ الطب النفسي عن أن "وباء كورونا"، ليس فقط متعلق بالخوف من المرض، وإنما أيضًا الخوف الوجودي من الموت، والوحدة، فهذان أكبر المخاوف المرتبة في العقل الباطن لدى كل انسان بعد الخوف من المرض، وبالنسبة لكورونا كمرض، فهناك عزل إذا ما أصيب الشخص به، وهو ما يعني"الوحدة"، وقد لا يتعافى منه، وهو ما يعني "الموت".
وأشار أستاذ الطب النفسي، إلى أبرز ما يحدث من تداعيات للأزمة النفسية بسبب الوباء، كالشراء الفزع، وهو ما حدث في معظم البلاد ففزعت الناس لشراء الطعام والشراب والأدوية بكثرة شديدة، وزيادة الاشاعات، والسخرية كشكل من أشكال الدفاعات النفسية، وهذه تعتبر غير منطقية ، وغير مقبولة ، ولا تليق بمواجهة خطر حقيقي.
ونصح الدكتور محمد طه بضرورة اتباع ما تنصح به الآن كل جمعيات الطب النفسي حاليًا لمواجهة الأزمة، كالتالي:
اقرأ أيضا:
4 أسباب تجعلنا نكرر تجاربنا المؤلمةاقرأ أيضا:
أميل عاطفيًا للفتيات من جنسي دون الشباب وأعلم أنه حرام.. فما الحل؟اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!