المسئولية.. ذلك الشيء الذي يؤرق حياة الكثيرين، إن لم يكن الكل، فلا فرق بين غني وفقير، الكل مسئول، والكل سيسأل عما يفعل، وعما هو مسئول منه.
يقول الصحابي عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الأمير الذي على الناس راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
أجمل ما قيل عن المسئولية:
أما أجمل ما قيل في تحمل المسئولية، فهو لاشك قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: « لا أسأل الله خفة الحمل ، بل قوة الظهر».
إذن المسئولية قائمة لاشك في ذلك، وفي كل شيء، لكن على المرء أن يستطيع أن يتحملها، لأنه سيسأل عنها أمام الله لاشك يوم ما، فالرجل لاشك مسئول عن رعيته وأهل بيته، لذا عليه أن يبتعد تمامًا عن أن يؤكلهم من مال حرام أو مشبوه، وأن يوفر لهم ما يحتاجونه من سكن وطعام وشراب ولباس، وليكن في بيته عينا راعية، وأذنا واعية، يتفقد الأمور، ويقيم العدل بين أسرته الصغيرة.
قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» (التحريم: 6).
اقرأ أيضا:
أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟المسئولية في الإسلام:
1-المسئولية في الإسلام هي الأمانة التي حملها الله عز وجل للإنسان، قال الله تعالى: « إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا» (الأحزاب: 72).
2- المسئولية تنبع من القلب والعقل، أي أنه يجب على الإنسان أن يؤمن بمسئوليته هذه ثم ينقل هذا الإيمان إلى فعل، لذلك فإن الفرق في المسئولية يأتي في التعلم والجهل، فمن يعلم بالتأكيد ليس كمن لا يعلم.
3- كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يستشعر مسؤولية التعليم، فيقول: «هاه! إن هاهنا وأشار بيده إلى صدره علمًا لو أصبت له حملة».