متزوج منذ 10 سنوات وزوجتي عانت منذ سنة تقريبًا من الاكتئاب، تقبلت الأمر وذهبت بها للطبيب النفسي، لكنها تتهمني بأنني السبب، ولا تعاملني بشكل جيد، وطيلة هذه السنة، وأنا أذهب بها للطبيب، وأعطيها الدواء، وأتعامل معها كما اتفق معي الطبيب وفقًا للخطة العلاجية، لكنها الآن تبكي بشدة كلما رأتني، وتطلب الطلاق، وأنا أحبها ولا أريد خراب بيتي وضياع أولادي، ماذا أفعل؟
(مراد – مصر)
الرد:
مرحبًا بك عزيزي مراد..
أقدر مشاعرك، وأتفهم موقفك النبيل تجاه زوجتك وحياتك الزوجية، وأرجو أن تجد عبر هذه السطور ما يريح قلبك ويرشدك للحل.
أحييك لدعمك زوجتك وتفهمك حالتها، فقليل من الأزواج مثلك، فالاكتئاب يا عزيزي وحش جاثم، لا يشعر به سوى صاحبه، يجعلها ترى الحياة بلا قيمة، ولا تشعر بشيء مفرح أنه مفرح، ولا شيء مؤلم أنه مؤلم، لا شيء يفرق معها، وذلك كله بسبب الاكتئاب وليس بملكها يا عزيزي.
من الجيد جدًا أنها تتابع مع طبيب نفسي، ولأن الأطباء يختلفون في مدارسهم، فأنت لم تذكر هل هو من النوع الذي يكتفي بالأدوية، أم أن هناك جلسات كلامية يستمع لها فيها، وتتضمن الخطة العلاجية العمل على الأفكار والمشاعر للتعديل، ولكن على أية حال، فالسليم مهنيًا ونفسيًا ألا تشتكي ذلك لطبيبها، بل تخبرها باقتراح اشراك الطبيب في حل المشكلة، فإن وافقت فبها ونعمت وإلا فلا تفعل، ودع خصوصية الطبيب لعلاجها الشخصي.
هناك يا عزيزي علاج يسمى " العلاج الزواجي"، وهو عبارة عن جلسات متخصصة للأزواج معًا، لتعليمهم كيفية التواصل الصحي بينهما، وطرق حل المشكلات، فاقترح عليها ذلك، وخلال ذلك يحسن أن تكون بينكما "إجازة زوجية " تكون العلاقة بينكما خلالها خفيفة كالأصدقاء، هي فترة اراحة للأعصاب، واختبار للأمر، هل سيمكن مواصلة الحياة الزوجية أم لا.
وأخيرًا درب نفسك يا عزيزي على " قبول " الطلاق كفكرة، فكسر حاجز الخوف منها سيعينك كثيرًا سواء وقع الطلاق بالفعل أم لم يقع، فكل شيء في هذه الدنيا متوقع يا عزيزي، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وادع الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان وكيفما كان، واستعن بالله ولا تعجز.
كيف أحمي نفسي من القلق والاكتئاب؟
أرسلت فتاة من الجزائر سؤالا للداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، تقول فيه: "أنا أدرس الطب ولكن بعد أن دخلت الجامعة والقلق زاد عندي بشكل كبير وبدأت في الانغلاق على نفسي.. وانا أخشى أن أكون دخلت في بوادر اكتئاب .. ماذا أفعل وما هو الشيء الذي ينجي من الاكتئاب؟.
وأجاب د. عمرو خالد، في فيديو بثه على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلًا: "هذا السؤال متكرر بشكل كبير جدا ومن كثرة تكراره فرأيت أنه يجب أن نهتم به ونجيب عليه بشدة"، موضحا أن هناك فرق بين أمرين أنك دخلت في مرحلة الاكتئاب فبدأت الذهاب إلى الطبيب وتعاطي الأدوية للعلاج فأنا ليس عندي علاج لهذه الحالة فهذا الأمر ليس تخصصي فهذا هو عمل الطبيب النفسي الذي تتعاملي معه، وهذا للتفرقة بين خائف من الاكتئاب أو بدأت اشعر بالاكئتاب وبين أنا بالفعل أتعالج من الاكتئاب.. فالعلاج عن الطبيب وليس عمل ووظيفة الدين ويمكن أن يكون جزء من العلاج مع الأدوية هو كلام الدين".
وأضاف الداعية الإسلامي سأوجه كلامي لمن يخشون الدخول في الاكتئاب لمن يخشى أن يصل لمرحلة أن يتعاطى أدوية لمرض الاكتئاب لمن يسيطر عليه القلق والوحدة ويشعر بالإنعزال الشديد وأنه تعيس جدا في الحياة، فنصيحتي لهؤلاء هي نصيحة في الدنيا ونصيحة أخرى في الدين".
وأردف "خالد" بالقول "نصيحتي في الدنيا هي أن تضع لنفسك حلم تريد أن تحققه وارسم هذا الحلم بحيث تراه 3D وبالألوان اجعل هذا الحلم يملأ حياتك ولا تخاف من أن تحلم لأن الحلم يعطي لإنسان دافع رهيب في الحياة، مشيرا إلى أنه يعيش حتى الآن بروح من يبلغ من العمر 18 عامًا وذلك بسبب أني مازالت أحلم ومن أحلامي أن ترجع الأمة الإسلامية تحب "الإحسان" وهو من أعلى درجات الدين وأريد أن أساهم في أحياء الإحسان في أمة النبي صلى الله عليه وسلم.. فأنا أراه جيدًا وأسرده فسرد الحلم يجعله يثبت أكثر في عقلي ولا أخجل من سرده ومصر جدًا عليه".
وتابع أن "الحلم طموح ولكنه يجب أن يكون قابل للتحقيق.. فإذا أردت أن تنجو من الاكتئاب وتريد أن تبقى دائما روحك نشطة أحلم حلم .. ويمكن أن يكون الحلم هو جنى الأموال أو العمل في شركة معينة أو تحقيق الدكتوراه أو ممارسة رياضة معينة أو التفوق في مجال معين.. فضع من الآن حلم لحياتك وضع له خطوات تدريجية لأنه ممكن يكون حلم طويل الأمد بعد 10 سنوات مثلأ مما يجعلك تصاب أيضا بالاكتئاب إنما التدرج يجعلك تشعر بالنتيجة وهذا هو في الدنيا فلا يقاوم الاكتئاب إلا أن يكون لديك حلم أو قصة حب فالحب يصنع في الإنسان نتائج عجيبة".
واستكمل خالد: "لو عايز تنجو من الاكتئاب بشيء "رباني" فليس لك حل إلا ذكر الله.. فاسمع هذه الوصفة فهي مثل الدواء.. كل يوم ثلث ساعة ضع لنفسك هدف محدد (استغفار 100 ـ لا إله إلا الله 100 ـ والباقيات الصالحات "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله" كل واحدة منهم 100 مرة" في ثلث ساعة ويمكن أقل أيضا، مؤكدا أن هذه الأذكار هي دواء سحري أنا شخصيًا جربته فهذا ليس كلام في الكتب ولكن تجربتي الشخصية.. فأنا أعيش بالذكر وكذلك تجربة أشخاص كثيرون فقد أجريتها تقريبا على 100 شخص وجميعهم يعيشون بذكر الله".
وخلص الداعية الإسلامي إلى أن هذه الوصفة مجربة فلا تخسروا تجربتها فضع حلم في الدنيا من أجل أن تنجو أيضا من الاكئتاب بالدين حافظ على ذكر الله كل يوم فسترى أن حياتك أصبحت سعيدة في فترة قصيرة والأثر ملموس في تقريبا أسبوع أو 10 أيام.. الاستغفار ولا إله إلا الله والباقيات الصالحات كل يوم وسترى النتائج ولكن المهم أن في حالة تركيز وإحساس شديدة بهم ستجد أن حياتك أصبحت جميلة يقول الله سبحانه وتعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).. فتهدأ وتسكن وتستريح القلوب.