البعض يتخذ من قوله تعالى " إن كيدكن عظيم" ذريعة للتشفي في النساء وإن كان معنى الآية والمناسبة التي قيلت فيها تقتضي فهم عدة أمور أهمها :
التعرف على مفهوم الكيد: الكيد هو القيامُ بشيءٍ يوجِبُ الغيظ، وقيل: إيقاعُ الضرّ بالغير بشيْء من التّدبير، وهو شبيهٌ بالمُحارَبة، والكيد عندما يكون من الله سبحانه وتعالى، يأتي بمعنى الاستدراج.
تفسير الآية:
وعليه فإن تفسير قوله تعالى (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) هو وصِف كيدُ النّساءِ بالعظمة في قوله تعالى: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)،[٣] وفي موضعٍ آخر وُصِفَ الإنسانُ بالضّعفِ، وذلك في قوله تعالى: (وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا)،[٩] فليس المقصودُ بالقولين أنَّ القوّةَ منسوبةٌ للنّساءِ، والضّعفَ للرّجالِ؛ إنّما هو فيما يتعلّقُ بمعاملتهِنّ مع الرّجالِ، ولكن من ناحيةِ الفروضِ، وإدارةِ الأعمالِ، والبلدانِ، وأمور الصّناعةِ والتجارةِ، فتدبيرُ الرّجالِ أشدّ. قصص.
واقعية من كيد النساء:
وومن القصص لتي تدلل على وقوع الكيد من الناسء أنه ذات يوم استأذنت امرأة على الإمام أبي حنيفة في فتوى، فلما أذن دخلت عليه في زينتها وأسفرت عن وجهها فقال: تستري، قالت: وقعت في أمر ولا يخلصني إلا أنت، ورؤيتك لي جزء من موضوعي، فانا ابنة البقال الذي على رأس الدرب، ويمر عمري، وأحتاج الزواج، وأبي لا يزوجني، ويقول لمن يخطبني: ابنتي عوراء قرعاء شلاء، وجئتك لتدبرني،
كلام المرأة حال صحته حرك الإمام الأعظم فأراد الإمام ، فسألها: أترضين أن تكوني لي زوجة؟ فانحنت تقبل قدميه وقالت: من لي بغلامك فكيف بك؟ فصرفها، وأحضر البقال ودفع إليه 50 ديناراً، وقال: زوجني ابنتك، وكتب كتاباً بـ100 دينار، فقال البقال: سيدي أنا ما لي بنت تصلح لك، فقال الإمام: دع هذا عنك، أنا رضيت بابنتك القرعاء الشلاء، فزوجه إياها.
عقد الزواج تم تحريره في مجلس أبي حنيفة، فلما كان المساء جاء الرجل حاملاً ابنته مع غلامه، فلما نظر أبوحنيفة إذا بفتاة قرعاء شلاء غير التي رآها، فقال ما هذا؟ قال البقال: أشهدك أن أمها طالق إن كانت لي بنت غيرها، ففهم الإمام أنه وقع في مكيدة، فقال: الـ50 ديناراً لكم، وهي مني طالق، وأعد عليّ ما كتبته لك، واتفقا ورجع الرجل بابنته.
عودة الرجل بابنته الشلاء القرعاء لم تنه الأزمة إذ جلس أبوحنيفة يفكر حائراً في كيد تلك المرأة حتى جاءته بعد شهر متشفية فيه! فقال: ما حملك على ما فعلت؟ قالت: وأنت ما حملك على أن زوجتني رجلاً فقيراً؟ وأهلي ما زوجوني له إلا بشفاعتك وشهادتك فيه وذكرَته بزوجها.