ما من أحد إلا ويتمنى أن يؤتيه الله عز وجل من فضله وجوده وكرمه، ولكن كثير منا يفشل في الوصول إلى هذه الدرجة العليا من الفضل والقرب من الله عز وجل، لأنه لا يعلم بالأساس كيفية الوصول إلى الله سبحانه وتعالى.
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «من اجتهد واستعان بالله تعالى ولازم الاستغفار والاجتهاد، فلا بد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال»، بينما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «كُلما كان العبدُ حسن الظن بالله، حسن الرجاء له، صادق التّوكلِ عليه، فإنَّ الله لا يُخيبُ أملهُ فيه البَتة».
إذن بالاستغفار وحسن الظن تتفتح لك كل الأبواب، مهما كانت، فقط أن تكون مع الله في كل لحظة، يكن معك دائمًا في كل لحظاتك.
الاستعانة بالله
حتى يؤتيك الله عز وجل من فضله، عليك بالاستعانة بالله في كل أمور حياتك مهما كانت بسيطة، والاستعانة بالله عز وجل تعني تفرده بالدعاء، قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » (غافر: 60).
ولكن مع اليقين التام في الإجابة، وفي قدرته سبحانه وتعالى على أن يحول الأمور من أقصى لأقصاها، ولمّ لا وهو القاهر فوق عباده وإذا قال للشيء كن (سيكون).
ومن باب الاستعانة بالله عز وجل، تأتي المرحلة الأخرى، وهي الاستغفار، فلا يمكن لعبد أن يتوكل على الله دون استغفار، ودون يقين في الله عز وجل، فالاستغفار هو أولى خطوات التوكل على الله، لأنه من أهم فضائل الاستغفار أنه من أسباب المتاع الحسن في الدنيا وإيتاء واسع الفضل من المولى.
قال تعالى « وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ».
حسن الظن بالله
الدرجة الثالثة التي تصل إلى مرحلة (أن يؤتيك الله من فضله)، هي في حسن الظن بالله عز وجل، فعلى المسلم حسن الظن بالله في كل حال، فهو مما افترضه الله علينا، يقول ربنا تبارك وتعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ » (البقرة: 218).
فهؤلاء الذين أخبر أنهم يحسنون الظن به ويرجون رحمته، بذلوا وسعهم ولم يتركوا العمل، ومن حُسن الظن بالله التوكل عليه في جلب الرزق، لكن لا بد من بذل الأسباب، فعن عمر بن الخطاب، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنَّكم كنتم تتوكَّلون على الله حقَّ توكله، لرُزقتم كما يُرزق الطير تغدو خِماصًا وتَروح بِطانًا».
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة