ليس الكبار هم الوحيدين الذين يشعرون بضغوط الحياة، بل أيضًا الأطفال قد يعانون منها.
إذًا، كيف تعرف أن طفلك يعاني؟
أولًا: ابحث عن أي تغيرات في سلوكه
تقول ليان كوان، أخصائية علم النفس: "عندما يشعر الطفل بالتوتر، فإنه قد يظهر ذلك من خلال التفكير المفرط، أو تجنب المواقف، أو الغضب، أو الانسحاب".
عندما تظهر عليهم علامات اعتلال الصحة العقلية، مثل صعوبات النوم، أو عدم الرغبة في القيام بالأشياء التي يحبونها عادةً، أو إيذاء النفس، فعليك استشارة الطبيب.
يقول الدكتور جوش هاروود، عالم النفس في مركز هاروود لعلم نفس الطفل ببريطانيا، إن "المرونة لا تعني أن تكون قويًا ولا تنزعج، بل تعني أن يكون لديك الأدوات اللازمة للتعامل مع المواقف العصيبة والتعافي منها".
وأوضح أن الأطفال لديهم فرص أقل لتعلم المرونة اليوم، "يحاول الآباء حماية أطفالهم من التوتر، ولكن هذا يجعلهم أقل قدرة على التحمل، لأنهم لم يتعلموا مهارات حل المشكلات".
وأبرزت صحيفة "ذا صن"، الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل الذي يعاني من ضغوط الحياة:
1. كن قدوة
يمكن للكبار أيضًا أن يتعلموا شيئًا أو شيئين حول آليات التكيف.
يقول جوش: "لا فائدة من محاولة جعل طفلك يعد حتى 10 أو محاولة التنفس بعمق، عندما يشاهدك تصاب بالذعر. أقابل الكثير من الآباء والأمهات في عيادتي الذين يقلقون من أن أطفالهم يعانون من نوبات غضب دائمة. لكن الأطفال يتعلمون بالتقليد. لذا، عندما يرونك تتعامل مع المواقف الصعبة بطريقة هادئة وإيجابية، سوف يتعلمون أن يفعلوا الشيء نفسه".
2. التشجيع على حل المشكلات
في كثير من الأحيان، سنفعل أي شيء لجعل الحياة أسهل. يقول جوش: "يحاول العديد من الآباء إصلاح كل شيء بالنسبة لأطفالهم، بدلاً من تشجيعهم على إيجاد حل".
على سبيل المثال، إذا كانوا يشعرون بالإحباط لأنهم يقومون بمعظم العمل من خلال التعاون المشترك، فيمكنك أن تطلب منهم أن يخبروا المعلم، ولكن يمكنك أيضًا تمكينهم من إيجاد حل من خلال العمل مع فريقهم.
امتدح أيضًا الجهد المبذول، لا النتيجة، "أعلمهم أنه حتى لو واجهوا انتكاسة، فالسر يكمن في الاستمرار في المحاولة. إذا ركزت فقط على النتيجة، فإنهم أكثر عرضة للإحباط والاستسلام إذا لم ينجحوا"، بحسب جوش.
3. التواصل مع الأطفال
تقول ليان: "يواجه الكثير من الأطفال صعوبة في معالجة مشاعرهم، وهذا قد يجعلهم يشعرون بالإرهاق والقلق".
ولمساعدة ذلك، يتعين على الآباء أن يجعلوا أطفالهم يشعرون بالأمان العاطفي من خلال التواصل معهم - وهي عملية قد تتطلب منك التوقف مؤقتًا، ووضع كل ما تفعله جانبًا، والاهتمام بطفلك.
تنصح ليان: "خصص 10 دقائق في نفس الوقت كل يوم، حيث تقضي هذا الوقت مركزًا بشكل كامل على طفلك. أحد الجوانب المهمة لهذا النهج هو أنك تطلب وقتهم، لا أن تعرض عليهم وقتك، وهذا تمييز دقيق، لكنه مهم".
استمع لطفلك وتفهم مشاعره، مما يساعده على الشعور بالتقدير والقبول. حدد موعدًا أسبوعيًا تقضي فيه الوقت معه في القيام بشيء تستمتعان به معًا.
4. الروتين
إذا كانت هناك عناصر في حياة طفلك تسبب له الضيق، ينصح بوجود الروتين في مكان آخر.
يقول جوش: "يصبح الأطفال في حالة عاطفية أفضل عندما يكون هناك روتين وهيكل في حياتهم".
وأضاف: "القدرة على التنبؤ تهدئ الأطفال. عندما يعلمون أن الأمور تسير وفق ترتيب معين، فإن هذا يساعدهم على الشعور بقلق أقل".
وينصح قائلاً: "تناول نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم ، وممارسة الرياضة بانتظام، والتواصل الاجتماعي وقضاء الوقت في الهواء الطلق في الطبيعة - هذه هي الركائز الأساسية التي يحتاجها كل شخص للعمل، وبدونها، سيواجه الطفل صعوبة في الصمود".
5. تحديد المشكلة
"في بعض الأحيان يجد الأطفال صعوبة في تحديد ما يقلقهم أو يزعجهم"، كما تقول ليان.
خذ قطعة من الورق وارسم عليها بضع دوائر أو "فقاعات قلق" في كل مكان. اطلب من طفلك أن يملأ كل واحدة منها بشيء يجعله يشعر بالقلق. انظر إلى كل فقاعة واطلب من طفلك أن يسأل: "هل هذا أمر يدعو للقلق الآن، أم في الدقائق الخمس القادمة؟" "فجر" أي فقاعات لا داعي للقلق بشأنها الآن.
على سبيل المثال، القلق بشأن مراجعة الامتحانات قبل النوم ليس مفيدًا، ويمكن وضعه في قائمة المهام بدلاً من ذلك.
إذا تبقى أي فقاعات مدتها خمس دقائق، اسأل طفلك: "هل هذه فكرة أم حقيقة؟" إذا كانت فكرة، فيمكن تفجير هذه الفقاعات أيضًا.
يساعد هذا على فصل المخاوف إلى ما يمكن السيطرة عليه (الأشياء العملية) والأشياء التي تتعلق في الغالب بالتفكير، والتي يمكن تغييرها.
6. تنمية المشاعر
بدلاً من افتراض أنك تعرف كيف يشعر طفلك، كن فضوليًا وساعده على تطوير معرفته العاطفية للتعبير عن نفسه.
اقترح مشاعر محتملة. على سبيل المثال، يمكنك قول: "يبدو أنك تشعر ببعض الحزن اليوم".
يقول جوش: "العديد من الأطفال لا يدركون حتى أنهم مروا بتغيير عاطفي. لهذا السبب فإن مساعدتهم على تحديد ما يشعرون به ووضع اسم له يمكن أن يساعد، وفي المرة القادمة التي يشعرون فيها بالإحباط، سيكون لديهم الكلمات التي يخبرونك بها".
وأضاف: "هذا سيجعلهم يشعرون بالهدوء والتوتر بشكل أقل في تلك اللحظة، قبل أن يتحول إحباطهم إلى نوبة غضب كاملة".
7. عش في الحاضر
تقول ليان: "إن القلق نادرًا ما يكون متعلقًا بشيء يحدث الآن. لذا، فإن مساعدة الطفل على أن يكون أكثر تواجدًا في الحاضر، في هنا والآن، يمكن أن يساعده على عدم التفكير كثيرًا فيما قد يحدث أو لا يحدث. بهذه الطريقة، سيتم تقليل مشاعر القلق لديه".
توصي ليان بتمرين بسيط مثل تقنية التأريض "خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد"، والتي تحدد فيها خمسة أشياء يمكنك رؤيتها، وأربعة أشياء يمكنك الشعور بها (مثل الجوع أو البرد)، وثلاثة أشياء يمكنك سماعها، وشيئين يمكنك شمهما، وشيء واحد يمكنك تذوقه - كل هذا يساعد على ترسيخ طفلك في اللحظة الحالية.