توصلت دراسة إلى وجود علاقة بين تناول المشروبات المرة والاعتلال النفسي (السيكوباتية).

وبحثت دراسة أجراها باحثون من جامعة إنسبروك في عام 2016، في تفضيلات الذوق لدى 953 أمريكيًا، تم سؤالهم عن مدى ميلهم للأطعمة والمشروبات الحلوة والحامضة والمالحة والمرة.

وكان على هؤلاء الأشخاص الإجابة على أربعة استطلاعات شخصية مختلفة لتقييم سمات الشخصية المعادية للمجتمع مثل الاعتلال النفسي والنرجسية والعدوانية والسادية.

ووجدت نتائج الدراسة أن هناك صلة كبيرة بين "زيادة الاستمتاع بالأطعمة المرة وزيادة الميول السادية"، وفقًا لصحيفة "نيويورك بوست".

الأطعمة المرة

وشملت الأطعمة المرة أشياء مثل الجين والمقويات والقهوة السوداء والشوكولاتة الداكنة.

وجاء في ملخص الدراسة: "في دراستين، قمنا بالتحقق من كيفية ارتباط تفضيلات الطعم المر بسمات الشخصية المعادية للمجتمع. أبلغت عينتان من المجتمع الأمريكي الأمريكي عن تفضيلاتهما الذوقية باستخدام اثنين من مقاييس التفضيل التكميلية وأجابتا على عدد من استبيانات الشخصية التي تقيم الميكيافيلية، والاعتلال النفسي، والنرجسية، والسادية اليومية، وعدوانية السمات، والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية".

وأضاف الباحثون: "أكدت نتائج كلتا الدراستين الفرضية القائلة بأن تفضيلات الطعم المر ترتبط بشكل إيجابي بسمات الشخصية الحاقدة، مع علاقة أقوى بالسادية اليومية والاعتلال النفسي".

ما هي السادية؟ 

وفقًا لدورية "علم النفس اليوم"، يشير المصطلح إلى الشخص الذي "يستمتع بالتجارب العادية التي تكون فيها القسوة غير مباشرة".

وعادة ما يستمتع السادي بإيذاء الآخرين أو مشاهدة معاناتهم.

وقد يستمتع هؤلاء الأفراد أيضًا بمشاهدة الأفلام الدموية، ويجدون المعارك الجسدية مثيرة ويعتقدون أن عملية التعذيب مثيرة للاهتمام.

أما بالنسبة للمرضى النفسيين، فقد أشارت الدراسات إلى أن ما يصل إلى 1 من كل 22 شخصًا يمكن أن يصاب بهذه الحالة.

والاعتلال النفسي هو اضطراب نفسي عصبي يتميز بنقص الاستجابات العاطفية، ونقص التعاطف، وضعف الضوابط السلوكية، وعادة ما يؤدي إلى الانحراف المستمر المعادي للمجتمع والسلوك الإجرامي.

لكن الباحثين أكدوا أن هذا النوع من التحقيق في دراسة العلاقة بين تفضيلات الذوق والشخصية لا زال في بداياته.

وقالوا إنه على الرغم من إمكانية إثبات بعض الارتباطات، إلا أن "الأدلة لا تزال نادرة"، ولمجرد أن شخصًا ما يستمتع بالأطعمة المرة، لا يعني بالضرورة أنه سيظهر تلك السمات المذكورة أعلاه.

الفرق بين التفضيل والممارسة

واعترف الباحثون أيضًا بالفرق المهم بين التفضيل والممارسة.

وشددوا على أن بعض الناس يتجنبون تناول الأطعمة المرغوبة باهظة الثمن أو المسببة للسمنة، بينما يستهلكون أطعمة أخرى لتكون اجتماعية أو صحية.

كما لاحظوا أيضًا أن المواد الغذائية الشائعة مثل الفلفل الحار والقهوة تكون مكروهة في البداية، لكنها تصبح أذواقًا مكتسبة من خلال التعرض والعواقب الاجتماعية.

وهناك أيضًا مسألة الحساسية الغذائية، بالإضافة إلى الخبرة، والتي يمكن أن تنتج أحيانًا عن الاستهلاك غير المقصود - على سبيل المثال، الخلط بين الوسابي والأفوكادو.

ومن المثير للاهتمام أن دراسات أخرى زعمت أن الأشخاص الذين يفضلون الأطعمة الحلوة قد يظهرون المزيد من "السلوكيات الاجتماعية الإيجابية"، والتي تشمل الأفعال الإيجابية مثل المساعدة والمشاركة والعناية بالآخرين.