توصلت دراسة إلى أن النساء يتعرضن لنحو ألف مادة كيميائية مرتبطة بسرطان الثدي بشكل يومي تقريبًا.

وقام الباحثون بتحليل قواعد البيانات الرسمية التي تحتوي على عشرات الآلاف من المواد الكيميائية الشائعة المستخدمة في الأغذية والمنتجات الاستهلاكية وغيرها من الصناعات للكشف عن تلك المرتبطة بالسرطان الأكثر شيوعًا بالولايات المتحدة.

900 مادة كيميائية مرتبطة بسرطان الثدي

وحددوا 900 مادة كيميائية مرتبطة بسرطان الثدي، إما عن طريق الدراسات الحيوانية أو المختبرية التي أظهرت ارتباطها بأورام الثدي.

وتتعرض النساء بشكل شائع للمواد الكيميائية المسببة لسرطان الثدي عن طريق المبيدات الحشرية - المستخدمة في الفواكه والخضروات - وفي منتجات التجميل مثل الكريم المضاد للتجاعيد والمكياج والشامبو والصابون.

ودعت الدكتورة جيني كاي، عالمة السموم والباحثة الرئيسية، الجهات التنظيمية إلى اتخاذ إجراءات للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية الخطرة واستبدالها بأخرى صحية.

وللحد من التعرض للمواد الكيميائية السامة، أوصت الدكتورة كاي بغسل الفواكه والخضروات - وخاصة غير العضوية - وتقليل كمية المكياج اليومية.

وفحص الباحثصون خلال الدراسة التي نشرت في مجلة "إنفيرونمينتال هيلث بيرسبيكتيف" في قواعد بيانات عشرات الآلاف من المواد الكيميائية.

وشمل ذلك تلك التي تديرها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، والبرنامج الوطني لعلم السموم، ووكالة حماية البيئة الأمريكية.

وبحثوا عن المواد الكيميائية التي تم ربطها بتطور أورام الثدي، أو سرطان الثدي، في الحيوانات.

كما بحثوا أيضًا عن المواد الكيميائية التي وجد أنها تنشط إنتاج هرمون الاستروجين مع وجود مستويات عالية من هذا الهرمون، وهو خطر معروف للإصابة بسرطان الثدي.

وتوصل الباحثون إلى قائمة تضم 922 مادة كيميائية قالوا إنها قد ترفع قائمة النساء المصابات بسرطان الثدي.

وفي القائمة، تم الربط بين حوالي 278 من هذه المواد الكيميائية بأورام الثدي لدى الحيوانات.

كما تم العثور على 420 مادة أخرى تدمر الحمض النووي وتغير الهرمونات، مما قد يجعلها أكثر خطورة.

المبيدات الحشرية الأترازين والملاثيون

وتضمنت القائمة المبيدات الحشرية الأترازين والملاثيون، وهي من أكثر المبيدات استخدامًا على نطاق واسع في الولايات المتحدة.

وغيرها مثل السيكلوات الذي يستخدم كمبيد أعشاب للسبانخ، والسبيروزامين الذي يستخدم في الحبوب، والسيمازين الذي يستخدم في العديد من الفواكه والخضروات.

وقد تزيد المبيدات الحشرية من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق تحفيز طفرات جينية تزيد من خطر بدء الخلية في الانقسام بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

كما عثروا أيضًا على عدد من المواد الكيميائية المستخدمة في صبغات الشعر - مثل 1.4-بنزينيديامين - وفي منتجات التجميل بما فيها كريم الريتينول - الريتينول الكيميائي - وفي الصابون والشامبو ورغوة الحلاقة - أوكتيل جالات - في القائمة.

وفي العام الماضي، لجأت مجموعة من النساء إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة لوريال وغيرها من ماركات مستحضرات التجميل، بدعوى أن منتجات الشعر الكيميائية التي تنتجها تسببت في الإصابة بسرطان الثدي والرحم.

وتضمنت القائمة أيضًا، أدوية شائعة مثل الأسبرين، وهو دواء لا يستلزم وصفة طبية يستخدم لتقليل الحمى والألم.

وأشار الباحثون إلى أن البريدنيزون يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهو دواء يوصف لأكثر من 25 مليون شخص كل عام لعلاج التهاب المفاصل.

وكان الأطباء رجحوا في السابق أن الأسبرين يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وتكرار المرض، على الرغم من أن هذا لم يكن مدعومًا بالتجارب السريرية.

وأشارت دراسات سابقة إلى أن الكورتيكوستيرويدات – مثل بريدنيزون – يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ويقول الأطباء إن هذا قد يكون لأنه يسبب المزيد من الطفرات في الخلايا.

المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الدهانات والبلاستيك

وتضمنت القائمة أيضًا العديد من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الدهانات والبلاستيك، مثل مواد التعبئة والتغليف وأغطية الكمبيوتر المحمول.

وقالت الدكتور كاي لصحيفة "ديلي ميل"، إن الدراسة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول المواد الكيميائية المنتشرة على نطاق واسع، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي واتخاذ الإجراءات السريعة من قبل الجهات التنظيمية.

وأضافت أن التعرض لكمية صغيرة من المواد الكيميائية على مدى فترات قصيرة من غير المرجح أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وحث الدكتور روثان رودل، مدير الأبحاث في المعهد، الجهات التنظيمية على اتخاذ إجراءات، قائلاً إنه "ليس من الأخلاقي" انتظار الدراسات التي تكشف عن المخاطر.

وأضاف: "وهذا سبب آخر وراء حاجتنا إلى أدوات أفضل للتنبؤ بالمواد الكيميائية التي من المحتمل أن تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي حتى نتمكن من تجنب التعرض لها".

ومن العوامل التي يُقترح أنها مسؤولة عن ارتفاع الإصابة بسرطان الثدي أن يكون لدى النساء عدد أقل من الأطفال وارتفاع معدلات السمنة.

وقالت الدكتورة كاي: "المفاجأة الكبرى بالنسبة لي في إجراء هذا البحث هي مدى قلة المواد الكيميائية المستخدمة حاليًا في الولايات المتحدة والتي قامت وكالة حماية البيئة بفحصها بحثًا عن خطر الإصابة بسرطان الثدي".

وأضافت: "لقد فحصوا أقل من 2300 من بين عشرات الآلاف - هناك مجموعة كبيرة مثيرة للقلق لم يتم فحصها".