حذرت دراسة جديدة من الأدوية الشائعة المضادة للقلق يمكن أن تعرض المرأة الحامل لخطر الإجهاض.

ودرس باحثون من تايوان أكثر من 3 ملايين حالة حمل لدى 2 مليون امرأة، ووجدوا أن 4.4% منها، أو 136 ألفًا و130 حالة إجهاض.

وقاموا بتحليل التاريخ الطبي لجميع النساء اللواتي شملتهن الدراسة، ووجدوا أن من حصلن على فئة من الأدوية تسمى البنزوديازيبين - المستخدمة لعلاج القلق والاكتئاب والأرق - كن، في المتوسط، أكثر عرضة للإجهاض بنسبة 70% مقارنة باللواتي لم يتناولنها.

ما هي أدوية البنزوديازيبين؟

والبنزوديازيبين، هي مجموعة من الأدوية المهدئة، أكثرها شهرة زاناكس، فاليوم، أتيفان وكلونوبين.

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن هذا الخطر المتزايد يظل قائمًا حتى عند أخذ العوامل المؤسِّسة الأخرى في الاعتبار، مثل عمر المرأة وصحتها.

وقالوا أيضًا إن النتائج التي توصلوا إليها تسلط الضوء على ضرورة قيام المتخصصين في الرعاية الصحية "بالموازنة بدقة بين نسبة المخاطر والفوائد عند التفكير في استخدام البنزوديازيبين لعلاج الاضطرابات النفسية واضطرابات النوم أثناء الحمل".

ونظرت الدراسة، التي نشرت في دورية "جاما للطب النفسي"، في حالات الإجهاض بين النساء اللاتي تعرضن للبنزوس قبل الحمل فقط، وأثناء الحمل فقط وخلال كلتا الفترتين الزمنيتين.

أظهرت أدوية البنزوس طويلة المفعول التي تتم معالجتها بشكل أبطأ في الجسم، مثل الفاليوم، زيادة في خطر الإجهاض بنسبة 67 في المائة.

في حين أظهرت أدوية البنزوس قصيرة المفعول، مثل فيرسد، زيادة في خطر الإجهاض بنسبة 66 في المائة.

وأظهر ألبرازولام - الإصدار العام من زاناكس، أدنى نسبة ارتباط بالمخاطر بنسبة 39 بالمائة.

وعند استخدامه أثناء الحمل، يمكن أن يعبر البنزوس الحاجز بين الأم والمشيمة، مما يعرض الجنين للأدوية.

التعرض لأدوية البنزوديازيبين يسبب تشوهات في نمو الجنين

ورجح الباحثون أنه بسبب الدور الذي تلعبه أدوية البنزوديازيبين في تطور ونمو الخلايا، فقد يسبب التعرض لها تشوهات في نمو الجنين، مما قد يؤدي في النهاية إلى الإجهاض.

وبينما تظهر الدراسة وجود علاقة بين البنزوس والإجهاض، إلا أن الباحثين لا يستطيعون تحديد رابط مباشر، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

وأخذ الباحثون في الاعتبار الظروف الأساسية التي ربما تكون قد تسببت في الإجهاض، لكنهم لم يأخذوا في الاعتبار تأثير مجموعة من العوامل، مثل التدخين والقلق، على سبيل المثال.

وهذه النتائج جديرة بالملاحظة بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من النساء الحوامل اللاتي يعتقد أنهن يتناولن الدواء.

وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن معدل انتشار البنزوس على المستوى الدولي أثناء الحمل بلغ 1.9 بالمائة.

وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2019 أن 2% من النساء الحوامل تناولن مادة البنزوديازيبين واحدة على الأقل أثناء الحمل.