ابتكر العلماء حقنة قد تؤدي إلى تقليل الشيخوخة بنسبة 50%، عبر استهداف بروتين مرضي يبرز المشاكل الصحية المرتبطة بها.

وستؤدي حقنة "طول العمر" إلى تحسين المفاصل والقلب والبصر والاحتفاظ بكتلة العضلات، كما يمكن أن تساعد الشعر على أن يصبح أقل شيبًا ويحميه من التساقط المرتبط بالعمر.

ويستخدم الجسم السيتوكينات في عمليات نقل الإشارة والتواصل ما بين الخلايا، وهو أحد الوسائل الدفاعية التي تنشط بسبب التعرض لأحد العوامل الخارجية مثل العدوى بمختلف أنواعها والجروح، أو الداخلية مثل أمراض المناعة الذاتية.

إنترلوكين 11

لكن أحد هذه السيتوكينات إنترلوكين 11 (IL-11) هو الذي يخبر الأعضاء بالعمر، وستعمل التقنية العلاجية التي طورتها شركة (VVB Bio) الناشئة في سنغافورة على استهدافه.

وقال ستيوارت كوك، المؤسس المشارك للشركة: "لقد وجدنا ذلك بالصدفة. لقد قمنا بملاحظة مصادفة قبل ست سنوات أثناء تصنيف الفأر كعنصر تحكم. أظهرت مستويات عالية من بروتين يسمى إنترلوكين 11، أو IL-11. لقد اكتشفنا أنه في الأساس بروتين مرضي. فإنه ينشر الشر حيثما كان".

ولاحظ الباحثون أنه مع تقدم عمر الفئران والبشر، ترتفع كمية الإنترلوكين 11. وقال كوك: "إنه يسبب أمراضًا في الأنسجة. يسبب التليف. يتسبب في توقف الكليتين عن العمل بشكل صحيح. يوقف سمعك عن العمل، ويوقف بصرك، ويشيب شعرك، وتفقد شعرك. كل الأشياء التي تحدث عندما تتقدم في السن".

وأوضح سيباستيان شيفر، المؤسس المشارك للشركة، أنهم يعملون حاليًا على ابتكار علاج بالأجسام المضادة عن طريق الحقن.

وقال شيفر: "ستكون قادرًا على الحصول على حقنة مرة كل ستة أشهر. ترتبط الأجسام المضادة بـ IL-11 وتقوم بإيقاف تشغيله. وهذا يزيل كل آثاره السيئة في جسمك".

لكن العلماء أكدوا أن الحقنة لا تتعلق بالشباب الأبدي، بل تركز فقط على تحسين صحة الفرد.

قال كوك: "إن الأمر يتعلق بنوعية صحتك خلال حياتك، وليس بإجمالي عدد السنوات المهمة"، بحسب صحيفة "‘إكسبريس".

العمر الزمني والعمر اللاجيني

وأوضح أن "هناك فرقًا بين عمرك الزمني، الذي يرتفع في كل مرة تحتفل فيها بعيد ميلاد آخر، والعمر اللاجيني. إذا كنت، على سبيل المثال، تبلغ من العمر 47 عامًا وتدخن وتشرب وتهذي ولا تنام إلا بالكاد، فقد يكون عمرك اللاجيني هو 57 عامًا. وإذا كنت تبلغ من العمر 47 عامًا وتأكل الجزر، وتنام جيدًا وتذهب للجري كل يوم، فقد يكون عمرك البيولوجي أو الجيني هو 42 عامًا".

وبناءً على ذلك، أجرى الباحثون اختبارًا على الفئران، التي تم تقسيمها إلى مجموعتين، حيث تم حذف جين IL11 عن طريق التعديل الوراثي لأحدها، وتم إعطاء المجموعة الأخرى علاجًا وهميًا.
واكتشف الباحثون أن الفئران المعدلة كانت أصغر سنًا بحوالي 55 أسبوعًا في العمر اللاجيني، إذ كانوا "يشيخون بمعدل أقل من نصف سرعة الفئران العادية"، وفقًا لـ كوك.

ورجحوا أنه من المحتمل أن تتكرر النتائج على البشر.

وقال كوك: "إننا نرى علاقة فردية بين الفئران والبشر بالنسبة لجميع أنواع الإنترلوكين 11. نتوقع أن نرى نفس التأثيرات عند تثبيط IL-11. السمنة المرتبطة بالعمر أقل، والاحتفاظ بشكل أفضل بكتلة العضلات، والمفاصل أفضل، والقلب أفضل، والبصر أفضل، ويصبح الشيب أقل، وتفقد شعرًا أقل".

وسيبدأ تصنيع الجسم المضاد في العام المقبل، ومن المقرر أن تبدأ التجارب السريرية في عام 2025. واعتمادًا على النتائج، يمكن أن يكون علاج الأجسام المضادة المضادة للشيخوخة لـ IL-11 متاحًا تجاريًا في نهاية العقد الحالي تقريبًا.