يعد ارتفاع ضغط الدم سببًا رئيسيًا للأزمات القلبية والسكتات الدماغية، حين يضطر القلب وقتها للعمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، كما أنه يتسبب في تصلب الشرايين وتضييقها، مما يسهل تراكم المواد الدهنية.

وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم، ويعد النظام الغذائي عاملاً رئيسيًا، مع تناول الكثير من الملح هو المساهم الرئيسي.

لكن دراسة حديثة نشرت في مجلة "جمعية القلب الأمريكية"، أظهرت أن الزواج قد يزيد من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وهذا لا علاقة له بالتوتر أو الجدال، كما يقول الباحثون، وإنه مرتبط في الواقع بمدى ارتباط الزوجين.

وعلى وجه التحديد، وجدت الدراسة أن الرجال والنساء في منتصف العمر وكبار السن من جنسين مختلفين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا كان زوجهم مصابًا به أيضًا.

نصف الأزواج يعانون من ارتفاع ضغط الدم

وأظهر الدراسة التي شملت عدة بلدان، أن ما يقرب من نصف الأزواج الأكبر سنًا في إنجلترا والولايات المتحدة والصين والهند يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وقال كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور تشيهوا لي، في بيان صادر عن جمعية القلب الأمريكية: "يعرف الكثير من الناس أن ارتفاع ضغط الدم أمر شائع لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، ومع ذلك فقد فوجئنا عندما وجدنا أنه من بين العديد من الأزواج الأكبر سنًا، كان كلا الزوجين يعاني من ارتفاع ضغط الدم.

و"على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، من بين أكثر من 35% من الأزواج الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر، يعاني كلاهما من ارتفاع ضغط الدم".

وتأتي النتائج في الوقت الذي أظهرت فيه الدراسات السابقة التي أجريت في أماكن صغيرة أو إقليمية أو دولة واحدة، أن الأزواج قد يعكسون حالة ضغط الدم لدى بعضهم البعض والأمراض الأخرى.

لكن الدراسة هي الأولى التي تبحث في الأزواج في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط.

وقال المؤلف المشارك الدكتور جيثين سام فارجيز: "أردنا معرفة ما إذا كان العديد من الأزواج الذين لديهم نفس الاهتمامات والبيئة المعيشية وعادات نمط الحياة والنتائج الصحية قد يشتركون أيضًا في ارتفاع ضغط الدم"، وفقًا لصحيفة "إكسبريس".

وكجزء من الدراسة، قام الباحثون بتحليل قياسات ضغط الدم لـ 3 آلاف و989 زوجًا في الولايات المتحدة، وألف و86 زوجًا إنجليزيًا، و5 آلاف و514 زوجًا صينيًا، و22 ألفًا و389 زوجًا هنديًا.

الأزواج الإنجليز الأكثر إصابة بارتفاع ضغط الدم

وتم قياس ضغط الدم لديهم في وقت واحد، لتظهر النتائج أنه بين الأزواج الإنجليز، كان معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم لدى كلا الزوجين هو الأعلى بنسبة 47%.

مقارنة بما يقرب من 38% من الأزواج الأمريكيين، و21% من الأزواج الصينيين، و20% من الأزواج الهنود.

وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم كان أكثر شيوعا في الولايات المتحدة وإنجلترا منه في البلدان الأخرى، فقد وجدت الدراسة أن العلاقة بين حالة ضغط الدم لدى الأزواج أقوى في الصين والهند.

وبالمقارنة بالنساء المتزوجات من رجال لا يعانين من ارتفاع ضغط الدم، كانت النساء اللاتي يعاني أزواجهن من ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة بنسبة 19% للإصابة به في الهند وأكثر احتمالاً بنسبة 26% في الصين.

في حين أنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة به بنسبة 9% فقط في الولايات المتحدة وإنجلترا.

وكانت النتائج مماثلة بالنسبة للرجال المتزوجين من نساء يعانين أو لا يعانين من ارتفاع ضغط الدم.

وقال الدكتور بيي لو، المؤلف المشارك في الدراسة، إن "العوامل الثقافية قد تكون مسؤولة عن ذلك".