أظهرت دراسة جديدة، أن اختبارًا بسيطًا للدم يمكن أن يتنبأ بأي من أعضاء الجسم سيعاني من الشيخوخة أولاً.

ووفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر"، فإن واحدًا من كل خمسة بالغين يتمتعون بصحة جيدة يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر لديه عضو واحد على الأقل يشيخ بمعدل متسارع للغاية.

وتوصلت النتائج إلى أن وجود عضو متسارع الشيخوخة يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 50% على مدى السنوات الـ 15 التالية، اعتمادًا على العضو المتأثر.

ويأمل الباحثون أن يتمكنوا الآن من التنبؤ بالأعضاء التي ستفشل، وأن يتمكنوا من منع ذلك والبدء في علاج الناس حتى قبل أن يمرضوا، وفقًا لصحيفة "إكسبريس".

وقال البروفيسور توني ويس كوراي من جامعة ستانفورد للطب في كاليفورنيا: "يمكننا تقدير العمر البيولوجي لعضو ما في شخص يتمتع بصحة جيدة على ما يبدو. وهذا بدوره يتنبأ بخطر إصابة الشخص بمرض مرتبط بهذا العضو".

العمر البيولوجي للأفراد

وأضاف: "لقد توصلت العديد من الدراسات إلى أرقام فردية تمثل العمر البيولوجي للأفراد - العمر الذي تشير إليه مجموعة متطورة من المؤشرات الحيوية - بدلاً من عمرهم المزمن - عدد السنوات الفعلية التي مرت منذ ولادتهم".

وتابع: "عندما قارنا العمر البيولوجي لكل عضو من هذه الأعضاء لكل فرد مع نظرائه بين مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض خطيرة واضحة، وجدنا أن 18.4% من أولئك الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر لديهم عضو واحد على الأقل يشيخ بسرعة أكبر بكثير من الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر".

وأردف: "ووجدنا أن هؤلاء الأفراد معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمرض في هذا العضو بالذات خلال الخمسة عشر عامًا القادمة".

ودرس الفريق مستويات البروتينات المختلفة في دم 5678 شخصًا، ثم ربطوا مستويات هذه البروتينات بأعضاء محددة، ووضعوا علامة على جميع البروتينات التي كانت جيناتها أكثر نشاطًا بأربعة أضعاف في عضو واحد مقارنة بأي عضو آخر.

وباستخدام الخوارزمية الخاصة بهم، تنبأ الباحثون بعمر كل عضو وقارنوا هذا التنبؤ بعمرهم الحقيقي.

ووجدوا أن الفجوات العمرية المحددة لـ 10 من أصل 11 عضوًا تمت دراستها، كانت مرتبطة بشكل كبير بخطر الوفاة في المستقبل من جميع الأسباب على مدى 15 عامًا من المتابعة.

شيخوخة القلب والدماغ المتسارعة

وأظهرت النتائج أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من شيخوخة القلب المتسارعة كانوا أكثر عرضة بنسبة 2.5 مرة لخطر الإصابة بقصور القلب مقارنة بالأشخاص ذوي القلوب المتقدمة في السن بشكل طبيعي.

في حين أن أولئك الذين لديهم أدمغة "كبار السن" كانوا أكثر عرضة بنسبة 1.8 مرة مقارنة بذوي أدمغة الشباب لإظهار التدهور المعرفي على مدى خمس سنوات مثل أولئك الذين يعانون من "شيخوخة القلب".

وتنبأت هذه الشيخوخة المتسارعة للدماغ أو الأوعية الدموية بخطر تطور مرض الزهايمر، كما تفعل أفضل المؤشرات الحيوية السريرية المستخدمة حاليًا.

كما ساعد تسارع شيخوخة القلب والكلى العلماء على التنبؤ بارتفاع ضغط الدم والسكري والرجفان الأذيني وعدم انتظام ضربات القلب والأزمات القلبية.

وخلص البروفيسور ويس-كوراي إلى القول: "إذا تمكنا من إعادة إنتاج هذه النتيجة في 50 ألف أو 100 ألف فرد، فهذا يعني أنه من خلال مراقبة صحة الأعضاء الفردية لدى الأشخاص الأصحاء ظاهريًا، قد نتمكن من العثور على الأعضاء التي تمر بشيخوخة متسارعة في أجسام الناس. وقد نكون قادرين على علاج الناس قبل أن يمرضوا".