خلال شهور الشتاء، تتزايد الإصابة بالتهاب في الحلق، ما قد يؤدي إلى الشعور بالحكة، والمعاناة من سعال خفيف.

لكن ذلك يمكن أن يكون له أسباب مختلفة، ويتطلب كل نوع من أنواع التهاب الحلق شكلاً مختلفًا من العلاج.

قالت الدكتورة سارة جارفيس، الطبيب العام والمستشار السريري لموقع (Patient.info)، والدكتورة ليلى هانبيك، الصيدلانية والرئيس التنفيذي لجمعية الصيدليات المتعددة المستقلة، لصحيفة "ذا صن"، إن هناك ثلاثة أنواع من التهاب الحلق:

التهاب الحنجرة
التهاب البلعوم
التهاب اللوزتين

ووفقًا للدكتور جارفيس، فإن "نوع الالتهاب الذي تعاني منه عندما تعاني من التهاب في الحلق يعتمد على الجزء المصاب من الحلق".

ويمكن أن تسبب الأنواع الثلاثة التهابًا وجفافًا وتهيجًا في الحلق وأحيانًا حمى. كما يمكن أن تعاني أيضًا سيلان في الأنف وسعال وأعراض شبيهة بالبرد.

لكن قد تكون هناك بعض الاختلافات في الأعراض أيضًا.

1. التهاب الحنجرة

الحنجرة عبارة عن أنبوب مجوف في منتصف الرقبة، يقع مباشرة فوق القصبة الهوائية وخلف المريء - الأنبوب الذي يربط بين الفم والمعدة.

وعلاوة على دورها في عملية النطق، تسمح الحنجرة للهواء بالمرور عبر القصبة الهوائية إلى الرئتين.

وقالت الدكتورة هانبيك إن التهاب الحنجرة "يرتبط عادة بفقدان الصوت وبحة في الصوت والتهاب الحلق والسعال وأحيانا الحمى".

ووفقًا للدكتورة جارفيس، "من المرجح أن تصاب بسعال جاف وحكة وصوت أجش" مع هذا النوع من التهاب الحلق.

2. التهاب البلعوم

قالت الدكتورة جارفيس إن التهاب البلعوم هو التهاب في الجزء الخلفي من الحلق، المعروف باسم البلعوم- جزء من الحلق خلف الفم وتجويف الأنف.

وأوضحت أنه "غالبًا ما تشعر بألم أكثر وقد تشعر بتورم مؤلم في الغدد في رقبتك " مع التهاب البلعوم.

وحددت الصيدلانية جاكي لي، أبرز الأعراض لهذا النوع من التهاب الحلق، على النحو التالي:

التهاب أو حكة في الحلق
بلع غير مريح أو مؤلم
قد يظهر الجزء الخلفي من الحلق باللون الأحمر ومنتفخًا
بحة أو فقدان مؤقت للصوت نتيجة التهاب الأحبال الصوتية
سعال جاف
الحمى في بعض الحالات

3. التهاب اللوزتين

التهاب اللوزتين ، والذي ربما يكون الأكثر شهرة، هو التهاب اللوزتين"، وفقًا للدكتورة جارفيس.

وأضافت: "هذه هي العقد الليمفاوية الموجودة في الجزء الخلفي من الفم وأعلى الحلق، والتي تساعد على تصفية البكتيريا والفيروسات لمنعها من التعمق في جسمك".

لكن مثل التهاب البلعوم، قد تواجه بعض الألم الإضافي وتورم الغدد في الرقبة، وقالت: "قد يكون لديك أيضًا بقع بيضاء على الجزء الخلفي من حلقك".

وأشارت الدكتورة هانبيك إلى أن الحالة شائعة بشكل خاص عند الأطفال، لافتة إلى أن "الأعراض تشمل التهاب الحلق وألم عند البلع واحمرار اللوزتين والصداع والسعال وأحيانا الحمى".

في الوقت نفسه، أوضحت جاكي أن الأشخاص المصابين بالتهاب اللوزتين قد يعانون لديهم أيضًا من "رائحة كريهة للنفس".

وقال الدكتور هانبيك إن معظم حالات التهاب اللوزتين تتحسن في غضون أسبوع، ولكن في بعض الحالات "قد تكون حالة مزمنة مما يعني أنها ستستمر لفترة أطول أو تستمر في العودة".

وتابعت: "في بعض الأحيان يمكن أن يسبب التهاب اللوزتين للأسف مضاعفات مثل خراج أبيض مليء بالقيح في الحلق أو عدوى في الأذن الوسطى".

"في حالات نادرة، إذا تركت العدوى البكتيرية دون علاج، يمكن أن تؤدي المضاعفات إلى حالات مثل الحمى القرمزية والحمى الروماتيزمية"، وفق قولها.

ما الذي يسبب التهاب الحلق؟

قالت الدكتور جارفيس: "معظم حالات التهاب البلعوم والتهاب الحنجرة والتهاب اللوزتين ناجمة عن عدوى فيروسية"، لكن يمكن أيضًا أن يكون سبب التهاب الحلق هو البكتيريا، بالإضافة إلى المهيجات البيئية مثل الدخان والهواء الجاف، أو الاستخدام المفرط للأحبال الصوتية.

وقالت الدكتورة هانبيك: "عادة ما يحدث التهاب الحنجرة بسبب فيروس، أو في حالات نادرة بسبب البكتيريا أو الفطريات".

وأضافت أن "الإفراط في استخدام الأحبال الصوتية - على سبيل المثال الصراخ - ومشاكل الجيوب الأنفية، وردود الفعل التحسسية، والارتجاع المعدي المريئي، والتدخين أو التدخين الإلكتروني "يمكن أن يكون السبب أيضًا".

وقالت جاكي إن التهاب البلعوم يمكن أن يكون ناجمًا عن عدوى فيروسية، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا أو فيروس إبشتاين-بار، المرتبط بمرض كثرة الوحيدات العدوائية.

لكنها أضافت أن البكتيريا العقدية - وخاصة المجموعة أ العقدية - يمكن أن تسبب التهاب البلعوم البكتيري، المعروف باسم التهاب الحلق العقدي.

وأوضحت جاكي، أن الدخان أو التلوث أو المواد المسببة للحساسية يمكن أن تساهم في تهيج البلعوم، كما يمكن تنفس الهواء الجاف في الأماكن الداخلية الساخنة.

أما بالنسبة لالتهاب اللوزتين، فيمكن أن يكون سببه عدوى بكتيرية، مما يؤدي إلى عدوى تعرف باسم التهاب الحلق العقدي، وفقًا للدكتورة جارفيس.

وغالبًا ما تكون المكورات العقدية من المجموعة أ هي السبب وراء ذلك أيضًا.

كيف يمكن علاج التهاب الحلق؟

غالبًا ما تعتمد الطريقة التي تعالج بها التهاب الحلق على سبب الالتهاب أكثر من موقعه.

وأشارت الدكتورة جارفيس إلى أنه "من المهم ملاحظة أن المضادات الحيوية لا تعمل على الفيروسات".

وتابعت: "في حالة الالتهابات الفيروسية، يجب على جهازك المناعي أن يقاوم العدوى في غضون أيام قليلة. في هذه الأثناء، يمكن أن تساعد مسكنات الألم البسيطة والكثير من السوائل وربما رذاذ الحلق المخدر من الصيدلي".

ونصحت جاكي بالطرق التالية لعلاج التهاب الحلق الناجم عن الفيروس:
شرب كمية جيدة من الماء (لترين إلى ثلاثة لترات يوميًا) والحفاظ على رطوبة الجسم - لكن عليك بتجنب السوائل الساخنة لأنها قد تزيد الأمر سوءًا
تناول الأطعمة اللينة لتقليل الانزعاج
بخاخات الحلق أو أقراص الاستحلاب
مسكنات الألم البسيطة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للألم والحمى
الغرغرة بالماء المملح
تناول الأسبرين إذا كان عمرك 16 عامًا على الأقل ولا تعاني من الحساسية
وقالت جاكي، إن معظم حالات التهاب الحلق تميل إلى التحسن خلال أسبوع تقريبًا.

ونصحت الدكتورة هانبيك، بشرب الشاي مع العسل والليمون للمساعدة في تهدئة التهاب البلعوم، وكذلك أقراص الحلق ومسكنات الألم واستنشاق البخار.

إذا تأكدت أن التهاب الحلق لديك ناجم عن البكتيريا، فقد تحتاج إلى مضادات حيوية لعلاجه.

وأوصى الدكتور جارفيس بالرجوع إلى الطبيب إذا كان لديك على الأقل ثلاثة من هذه الأعراض:
التهاب الحلق بدون سعال
حمى
الغدد المؤلمة في رقبتك
بقع بيضاء على اللوزتين
وأضافت: "يجب عليك طلب المساعدة العاجلة إذا كنت تواجه مشاكل في بلع اللعاب أو التنفس، أو صعوبة في فتح فمك، أو مرض شديد - خاصة إذا كان الألم في جانب واحد من حلقك".