يمكن أن يؤدي الخرف إلى فقدان الذاكرة وتغيرات سلوكية وحتى مشاكل في الحركة، وفي حين أنه من غير المعروف سببه على وجه الدقة، فقد أثبتت الأبحاث أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد أو تقلل من خطر الإصابة به.

أحد هذه العوامل هو النظام الغذائي، بحسب دراسة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" عام 2020.

وعلى وجه التحديد، ينصح اتباع نظام غذائي متوسطي، غني بالفواكه والخضروات والأطعمة الكاملة والدهون الصحية. لكن دراسة حديثة توصلت إلى أن تناول الفراولة يمكن أن يساعد في تقليل التدهور المعرفي.

فوائد تناول الفراولة يوميًا

وأظهرت دراسة جديدة، نشرت في مجلة "نيوترينتس"، أن تناول الفراولة كل يوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى بعض الأشخاص في منتصف العمر.

واعتمدت التجربة على أبحاث سابقة أجرتها جامعة سينسيناتي بالولايات المتحدة، والتي وجدت أن تناول التوت الأزرق له تأثير مماثل.

وأوضح قائد الدراسة روبرت كريكوريان: "تحتوي كل من الفراولة والتوت على مضادات الأكسدة التي تسمى الأنثوسيانين، والتي لها دور في مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية للتوت مثل التحسينات الأيضية والمعرفية".

وأضاف، وفقًا لموقع "ساينس ديلي": "هناك بيانات وبائية تشير إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون الفراولة أو التوت الأزرق لديهم بانتظام معدل أبطأ من التدهور المعرفي مع الشيخوخة."

بالإضافة إلى احتوائها على الأنثوسيانين، قال روبرت إن الفراولة تحتوي على مغذيات دقيقة أخرى تسمى الإلاجيتانين وحمض الإيلاجيك والتي ارتبطت بمزيد من الفوائد الصحية.

تفاصيل الدراسة 

وكجزء من الدراسة، تم تسجيل 30 مشاركًا يعانون من زيادة الوزن تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عامًا.

واشتكى جميعهم من التدهور المعرفي المعتدل. وقال روبرت إن لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف في أواخر العمر وغيره من الحالات الشائعة.

وعلى مدار 12 أسبوعًا، امتنع المشاركون عن تناول أي نوع من أنواع التوت.

وتلقى نصف المجموعة مساحيق تحتوي على ما يعادل كوبًا واحدًا من الفراولة الكاملة (حجم الحصة القياسي)، بينما تلقى النصف الآخر علاجًا وهميًا، ليتم مزجه بالماء وتناوله مع وجبة الإفطار.

وخضعوا لاختبارات تقيس قدرات معرفية معينة مثل الذاكرة طويلة المدى. كما قام الباحثون بتتبع مزاجهم، وشدة أعراض الاكتئاب، والبيانات الأيضية على مدار الدراسة.

الفراولة تقلل من تداخل الذاكرة

وأظهرت النتائج، أن أولئك الذين تناولوا مسحوق الفراولة قد "قللوا من تداخل الذاكرة" وأظهروا أعراض اكتئاب أقل.

وقال روبرت: "يشير انخفاض تداخل الذاكرة إلى قدر أقل من الارتباك بين المصطلحات ذات الصلة الدلالية في اختبار تعلم قائمة الكلمات. يُعتقد عمومًا أن هذه الظاهرة تعكس تحكمًا تنفيذيًا أفضل فيما يتعلق بمقاومة تطفل الكلمات غير المستهدفة أثناء اختبار الذاكرة".

وتابع: "تبدأ القدرات التنفيذية في التراجع في منتصف العمر، كما أن الدهون الزائدة في منطقة البطن، كما هو الحال في مقاومة الأنسولين والسمنة، ستميل إلى زيادة الالتهابات، بما في ذلك في الدماغ.

وأردف: "لذلك، يمكن للمرء أن يعتبر أن العينة التي لدينا في منتصف العمر، والتي تعاني من زيادة الوزن، والمصابة بمرض السكري لديها مستويات أعلى من الالتهابات التي ساهمت على الأقل في ضعف طفيف في القدرات التنفيذية. وبناء على ذلك، فإن التأثيرات المفيدة التي لاحظناها قد تكون مرتبطة باعتدال الالتهاب في مجموعة الفراولة".