أصيب شاب إيراني بالعمى في عين واحدة بعد تناول الفياجرا، فيما يرجح الأطباء أن علاج ضعف الانتصاب هو السبب.

وتناول الشاب البالغ من العمر 32 عامًا، جرعة كبيرة من عقار السيلدينافيل، وهو المكون الرئيسي في الحبة الزرقاء الصغيرة، وسرعان ما فقد الرؤية في عينه اليمنى.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لاستعادة بصره، إلا أن الضرر كان واسع النطاق، وفقد كامل الرؤية في تلك العين.

وقال المسعفون في تقرير عن الحالة نشرته مجلة "تقارير الحالة الطبية"، إن هذا من أقوى الأدلة على أن تناول الدواء يمكن أن يضر بالعينين، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

السيلدينافيل يعالج العجز الجنسي

ويحارب السيلدينافيل العجز الجنسي عن طريق زيادة تدفق الدم إلى القضيب من خلال استرخاء الأوعية الدموية.

لكن يمكن في بعض الظروف، أن يؤذي عن غير قصد الأوعية الحساسة الأخرى في الجسم، مثل الموجودة في العين.

وفي الحالة الأخيرة، عانى الرجل من فقدان مفاجئ للبصر بعد ثلاث ساعات من تناول 100 ملج من عقار السيلدينافيل.

وهذه هي الجرعة القصوى من الدواء وضعف الجرعة الموصى بها لمعظم الرجال الذين يتناولونها لعلاج ضعف الانتصاب.

وبعد أن فقد الرؤية في عينه، ذهب الشاب إلى المستشفى وأبلغ الأطباء أنه تناول عقار السيلدينافيل.

وأظهرت عمليات المسح أن الشاب، الذي لم يكن لديه أي شكاوى طبية أخرى، كان يعاني من جلطات في الشريان والوريد الذي ينقل الدم من وإلى عينه اليمنى.

وأدى ذلك إلى تورم شبكية العين، وهي الأنسجة الحساسة للضوء الموجودة في الجزء الخلفي من العضو. كما عانى من الوذمة البقعية، وهي حالة يتسرب فيها الدم إلى شبكية العين.

انفصال شبكية العين

وقال الأطباء في مستشفى الفارابي للعيون إن الضغط الناتج عن تراكم هذا السائل أدى في النهاية إلى انفصال شبكية العين عن بقية عينه.

وبسبب المخاوف بشأن مخاطر تجلط الدم من لقاحات كوفيد والفيروس نفسه في ذلك الوقت، سأله الأطباء حول ما إذا كان يعاني من أي إصابات أو تلقى لقاحات حديثة.

غير أنه لم يكن قد أصيب بالعدوى أو يتم تطعيمه مؤخرًا. كما توصلت التحقيقات إلى أن عينه اليسرى سليمة.

وأشار المسعفون أيضًا إلى أنه ليس لديه تاريخ عائلي لمشاكل تجلط الدم التي يمكن أن تفسر الضرر المفاجئ في عينه،

وقالوا إنه على الرغم من الإبلاغ عن مشاكل في العين والرؤية نتيجة تناول عقار السيلدينافيل، فإن العلاقة بين الاثنين "مثيرة للجدل".

وكتبوا : "تم الإبلاغ عن العديد من حوادث الأوعية الدموية الخطيرة في شبكية العين بعد استخدام السيلدينافيل، لكن الدور الدقيق لهذا الدواء غير واضح".

وأضافوا أن المريض كان له أهمية كبيرة في الأدبيات الطبية التي تناقش الارتباط بسبب خطورة الحالة، وحقيقة أنه لم يكن يعاني من أي حالة صحية أخرى يمكن أن تفسر مشكلة العين المفاجئة.

وتابعوا: "نظرًا لأن المريض كان يتمتع بصحة جيدة دون وجود عوامل خطر معروفة لأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة إلى العلاقة الزمنية الوثيقة بين تناول عقار السيلدينافيل وحدوث المرض، فقد توقعنا أن الدواء يمكن أن يلعب دورًا سببيًا في هذا السيناريو السريري".

كيف حدث التلف؟

ومع ذلك، أقر الأطباء بأن الآلية الدقيقة لكيفية إتلاف السيلدينافيل للأوعية الدموية في العين غير معروفة.

وإحدى النظريات هي أن تأثير الدواء المتمثل في تعزيز تدفق الدم إلى القضيب قد يؤدي عن غير قصد إلى خطر إتلاف الأوعية الدموية الحساسة في العين.

لكن الأطباء قالوا إن كيفية تفاعل الدواء مع أوعية العين من المرجح أن تكون "معقدة". ودعوا إلى إجراء مزيد من التحقيقات في الارتباط المحتمل، وخاصة بالنسبة للرجال الأصغر سنًا.

يتم إدراج الانخفاض المفاجئ أو فقدان الرؤية كأثر جانبي نادر محتمل لعقار السيلدينافيل في المنشورات الموزعة مع الدواء.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، إن الآثار الجانبية الخطيرة الناجمة عن تناول السيلدينافيل تحدث فقط لدى واحد من كل 1000 شخص يتناول الدواء.

وتنصح أي شخص يتناول الدواء ويعاني من هذا التأثير الجانبي التوقف عن تناوله على الفور والاتصال بالطبيب.