يشكو من زوجته أنها لا توافق طباعه في بعض الأمور برغم انه يمدحها في أشياء كثيرة يقول: حصلت بيننا اختلافات كثيرة في معظم الأمور، وأريد أن أطلقها لعدم التكافؤ بيننا في معظم الأمور. فما هو حكم الشرع في ذلك؟ علماً بأنها في حد ذاتها لا تعاب في شيء إلا ما ذكرت وهو عدم التكيف مع بعضنا، ولم يمض على زواجنا أكثر من عامين ونصف فقط.. فماذا أفعل؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن الحياة الزوجية الأصل في بداية بنائها على الإيمان والمحبة والألفة لقوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21]، ولم يقل لتسكنوا معها، لأن الحياة الزوجية ليست مجرد قضاء شهوة، بل هي تزاوج عقلين وروحين -وهذه القضية لا يمكن أن تتأتى بسهولة-، فأنت تعلم أنك قد نشأت في بيئة لها عادات معينة، وهي كذلك لها عادات معينة في الحياة، ومن الصعب أن يحدث التوافق بينكما في مثل هذه المدة القصيرة التي ذكرتها.
وصيا لحياة زوجية سعيدة:
وتوصي : بأن تتقي الله في هذه المرأة، وخاصة أنك ذكرت أنها لا تعاب في شيء سوى بعض الأمور، ونذكرك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً. متفق عليه.
- ولتعلم أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تجد رجلاً وزوجته متفقين في كل الأمور، بل هذا يكون مستحيلاً، لذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا يفرك -أي لا يكره- مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم.
- وبأن تجعل الصبر والتنازل هو شعارك في حياتك الزوجية، فلقد تنازلت لك هذه المرأة عن أعز ما تملكه، ألا وهو عرضها، فكان الإحسان منك أن تتنازل أنت عما هو أهون من هذا في بعض أمورك، وليس بالضرورة أن تتفق أنت وزوجتك في كل صغيرة وكبيرة، فهذا من المستحيلات، ولكن غض الطرف عما يحدث، والتنازل لآرائها أحيانًا، خاصة إذا لم تكن في معصية الله، مما يعين على استمرار الحياة الزوجية، وأسأل الله أن يقر عينيك بزوجتك، ويرزقك منها أطفالاً صالحين مباركين، وأن يصرف عنكم الشيطان ونزغاته.
أما الطلاق، فإن هذا مما يفرح الشيطان، فلا تهدم بيتك بيدك، واعلم -رحمك الله- أن السلف كانوا إذا رأوا من زوجاتهم نفوراً أعادوا سبب ذلك إلى ذنوبهم، حتى قال قائلهم: إني لأعصي الله، فأرى أثر ذلك في خلق دابتي وزوجتي.
فاستغفر الله، وأدخل بيتك مما يرضي الله، وتحر الحلال في مطعمك، يبارك الله لك.