كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن تفاصبل أداء مناسك الحج خطوة بخطوة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن الحج بالأساس هو دعوة من الله جل وعلا لعباده؛ مصداقًا لقوله تعالى: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا...".

ولفت خالد الحقة الثانية من برنامجه "بحلم أحج بإحسان"، والذي يقدمه على مدار الأيام العشر من ذي الحجة، إلى أن بداية الحج إلى البيت الحرام جاءت بدعوة من الله؛ إذ قال لسيدنا إبراهيم عليه السلام: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا.."، مشيرًا إلى أن سيدنا إبراهيم حينما تعجب من الطلب الإلهي وكيف يصل صوته للناس وهو في صحراء جرداء قال الله له: (عليك الأذان وعلينا البلاغ).

تابع خالد: "الحج جميل رغم المشقة وهو جهاد للمرأة، ولكن الحاج يرد إلى وطنه بطاقة وإقبال على الله لا توصف، والجميع يتمنى أن يؤدي حج السُّنة كما حج النبي صلى الله عليه وسلم".

وذكر أنه "من سنته أن يعبد الله ويذكره ويصل رحمه ويدعو الله خلال الأيام الثمانية من ذي الحجة، وفي يوم ثمانية من ذي الحجة كان صلى الله عليه وسلم يذهب إلى منى ويقضي اليوم ويوم 9 يقف بعرفة، وينزل من عرفة للمبيت بمزدلفة، ثم يرمي الجمرات فجر يوم 10، ويذبح ويطوف طواف الإفاضة، ثم يبيت في منى 3 أيام، ومن يفعل هذه الشعائر بهذه الطريقة خطوة بخطوة فإنه سيدرك حج السنة الذي حجه النبي صلى الله عليه وسلم".

وتابع خالد: "ولمن لم يكتب لهم الحج هذا العام أمامك فرصة أن يكتب الله لكم الحج العام المقبل والذي يليه، وهناك طريقة مجربة لكي يدعوكم الله للحج العام المقبل، في هذه الأيام الأحب إلى الله، والتي أقسم بها حين قال تعالى: (والفجر وليال عشر)، وأحب عمل يقربك إلى الله في هذه الأيام هو عبادة الله".

وأفاد خالد، بأن هناك 7 عبادات كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم خلال الأيام العشر من ذي الحجة، وهي أفضل أعمال تقربنا إلى الله، وتشمل:

1- صيام 9 أيام أو بعض منهم على حسب استطاعتك

2- قيام ليالي العشر

3- الدعاء إلى الله والإكثار فيه

4- ذكر الله وتخصيص ورد الذكر

5- صدقات كل يوم

6- صلة الأرحام 

7- مساعدة إنسان محتاج خلال هذه الأيام المباركات

وقال خالد: "عليك أن تلتزم هذه الوصفة وهي مجربة مني شخصيًا وفي تجربتي في الحياة أنتظر هذه الأيام العشر لأدعو الله بفتح جديد في العام المقبل، وكيف لا وهي أحب أيام الدنيا إلى الله كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، وفي فضل هذه الأيام يقول الإمام ابن القيم: "هي أيام جبر الخاطر»، ويقول عنها الإمام الشافعي: «هي أيام الفرج من الله"، ويقول عنها الإمام ابن رجب: «أيام الود من الله»، وهذا كله مصداقًا لقوله تعالى: (ليشهدوا منافع لهم...)، فهذه الأيام فيها منافع عظيمة للناس.

وأكمل: "هذه الأيام تعادل العشر الأواخر من رمضان، ومن يتمنى الحج العام المقبل عليه أن يبذل الطاعة لله والدعاء والله سيستجيب ويدعوك إلى الحج العام المقبل، ومن يواجه مشاكل في حياته أو خاطره مكسور فهذه الأيام يجبر فيها الله خاطرك ويحل مشاكلك ويجيب طلبك، عليك الحفاظ على الصلوات الخمس وأدائها بإحسان وطمأنينة، والإكثار من السنن، وذكر الله". 

وذكر خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بثلاثة أذكار في العشر الأوائل من ذي الحج وهي:

قال النبي صلى الله عليه وسلم -فيما معناه-: «أحب الذكر إلى الله في العشر الأوائل من ذي الحجة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير»، وهي الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير ما قلت أنا والأنبياء من قبلي في يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». وهذا الذكر له فضل أن من يقله في اليوم يكتب له مائة حسنة وتمحى عنه مائة سيئة، ويتنحى عنه الشيطان طوال اليوم الذي قال فيه هذا الذكر ولم يأتِ أحد بأفضل منه إلا رجل قال مثله أو يزيد.

والذكر الثالث كان النبي يردده في العشر الأوائل من ذي الحجة وهو: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد، وسلم تسليمًا كثيرًا»، وهو ذكر يحمل من معاني الجميل ما يشرح صدرك.

شاهد الحلقة: